Page 138 - merit 40 apr 2022
P. 138

‫العـدد ‪40‬‬                                            ‫‪136‬‬

                                                                                                           ‫أبريل ‪٢٠٢2‬‬

                                                ‫جواد الساعدي‬

                                                                     ‫(العراق)‬

‫الأصولية وال ُهو َّيات الوطنية‪..‬‬
‫موجز للتغلب والعصبيات في‬

      ‫تاريخ الصراع الإسلامي‬

                ‫على السلطة‬

‫والحفاظ عليها‪« ،‬إذ ما ُسل سي ٌف‬                               ‫الخلافة‪.‬‬               ‫لا تلتقي الحركات الأصولية‬
‫في الإسلام على قاعد ٍة دينية مثلما‬          ‫لكن نظر ًة ُمدقق ًة في التاريخ‬
                                        ‫الإسلامي توضح دون َل ْبس بأن‬                  ‫الإسلامية مع مفهموم الدولة‬
  ‫ُسل على الإمامة في كل زمان»‪،‬‬         ‫ما من مرحل ٍة من مراحل ِه قد خلت‬               ‫الوطنية ولا تعترف بها‪ .‬تلك‬
‫كما يقول الشهرستاني في كتاب ِه‪:‬‬        ‫من صراعا ٍت قامت على عصبيا ٍت‬               ‫حقيق ٌة باتت مكشوف ًة وإن جاد َل‬
                                         ‫َق َبلي ٍة و ِعرقية‪ ،‬لا بل إن الخلاف َة‬  ‫فيها البعض من الإسلاميين ِممن‬
       ‫المِلل والنحل (ج‪ 1‬ص‪.)31‬‬          ‫نف َسها‪ ،‬كأدا ِة حكم‪ ،‬كانت تنعقد‬              ‫ي َر ْون أنهم في مرحلة التمكين‬
  ‫تلك العصبيات الضيقة لا ُيمكن‬            ‫بالاستناد إلى عصبيا ٍت ضيق ٍة‬             ‫ويقع على عاتقهم واج ُب التستر‬
                                       ‫جعلتها نقط ًة لاستقطابا ٍت مذهبي ٍة‬           ‫بالديموقراطية التي هي إحدى‬
   ‫مقارنتها أب ًدا برحاب ال ُهويات‬         ‫وسياسي ٍة‪ ،‬ومدا ًرا لصراعا ٍت‬          ‫ركائز الدولة المدنية الحديثة التي‬
‫الوطنية المعاصرة التي تسعى إلى‬           ‫دموي ٍة كانت ُترهق حيا َة العام ِة‬         ‫لا يؤمنون بها‪ ،‬بل يستهدفونها‬
                                                                                        ‫ويستهدفون معها ال ُهويات‬
  ‫إرساء حقوق المواطنة بعي ًدا عن‬       ‫و ُتدمر مظاه َر التقد ِم والحضارة‪،‬‬          ‫الوطنية باعتبارها‪ ،‬حسب وجهة‬
‫الامتيازات التي تدعيها الانتماءات‬       ‫وإن الغ َلب َة أسا ُسها والـ»مجالد َة‬       ‫نظرهم‪ ،‬نو ًعا من العصبية التي‬
                                       ‫بالسيف»‪ ،‬على حد تعبي ِر معاوية‪،‬‬            ‫تتنافى مع مبادئ الإسلام وتشكل‬
        ‫ال َقبلية وال ِعرقية والدينية‬                                             ‫بالتالي عائ ًقا أمام إقامة الإمامة أو‬
  ‫والطبقية؛ وإلى تحقيق الاندماج‬            ‫كانت أنج َع الوسائ ِل لبلوغها‬
   ‫الوطني مع الحفاط على التنوع‬
 ‫وخصوصياته باعتبار ِه ضرور ًة‬
   ‫من ضرورات الاتحاد الطوعي‬
   133   134   135   136   137   138   139   140   141   142   143