Page 143 - merit 40 apr 2022
P. 143

‫‪141‬‬  ‫تجديد الخطاب‬

               ‫فؤاد كوبريلي‬              ‫السلطان محمد الأول‬                   ‫«ال ُع َق ْيليين في شمال العراق‬
                                                                          ‫والجزيرة‪ ،‬والن َم ْيريين في حران‬
   ‫عا ًما‪ ،‬وذلك حينما تغلب عليهم‬            ‫جيش نظامي قائم على هذا‬
   ‫الفرس الساسانيون في ‪226‬م‬            ‫الأساس‪ ،‬إلا أنهم فشلوا في ذلك‪،‬‬       ‫والرها والرقة‪ ،‬والمروانيين في‬
‫وأخضعوهم لإمبراطوريتهم حتى‬             ‫فق َس َم أبو جعفر المنصور جيشه‬     ‫ديار بكر وميافارقين‪ ،‬وغيرهم»‬
‫سقوطها على يد العرب في ‪651‬م‪.‬‬                                            ‫(طقوش‪ :‬تاريخ الدولة االعباسية‪،‬‬
‫(د‪.‬حسن كريم الجاف‪ :‬موسوعة‬                   ‫إلى فر ٍق خراسانية ويمانية‬
    ‫تاريخ إيران السياسي‪ ،‬المجلد‬           ‫ومضرية وربيعية (نسب ًة إلى‬        ‫ص‪ ،)231‬والتي قامت مقابل‬
‫الأول)‪ .‬ونتيج ًة لذلك غلبت عليهم‬                                        ‫دو ٍل فارسية وتركية عديدة كانت‬
 ‫لغة الفرس واختلطوا بأصولهم‪.‬‬                            ‫قبائل ربيعة)‪.‬‬
                                           ‫لا بد من الإشارة هنا إلى أن‬       ‫أولى طموحاتها السيطرة على‬
     ‫لك ْن طوال تلك ال ِح َقب كانت‬      ‫الخراسانيين لم يكونوا بالأصل‬      ‫بغداد والتمدد في ديار الخلافة‪،‬‬
  ‫خراسان أي ًضا مسر ًحا لتنقلات‬         ‫فُر ًسا‪ ،‬فهم «الإشكانيون»‪ ،‬أحد‬
  ‫شعوب آسيا الوسطى ومقص ًدا‬            ‫الشعوب العديدة التي استوطنت‬           ‫أو الانفصال «إذ فقدت فكرة‬
                                            ‫الهضبة الآرية منذ عصو ٍر‬    ‫جمع العالم الإسلامي تحت قيادة‬
      ‫للهجرات من شرق القارة‪،‬‬           ‫سحيقة‪ .‬في نهاية القرن السادس‬
   ‫خصو ًصا الهجرات الطورانية‪،‬‬                                              ‫سياسية واحدة أهميتها وحلت‬
                                             ‫ق‪.‬م خضع «الإشكانيون»‬            ‫محلها فكرة تحقيق المصالح‬
      ‫فاختلطوا بالعنصر التركي‬           ‫لسيطرة الفرس الإخمينيين‪ ،‬ثم‬
  ‫أي ًضا الذي سيطر على بلدان ما‬         ‫لسيطرة الدولة السلوقية وريثة‬       ‫الإقليمية للشعوب المختلفة (‪)..‬‬
    ‫وراء النهر حتى أصبح معظم‬            ‫الإسكندر الذي هزم الأخمينيين‬    ‫بحيث يلتمس كل شعب شخصيته‬
 ‫المؤرخين والبلدانيين لا يعدونها‬
  ‫من إقليم خراسان‪ ،‬لكن «العرب‬                           ‫في ‪ 331‬ق‪.‬م‪.‬‬        ‫العنصرية (‪ )..‬حتى جاء وقت‬
                                        ‫بعد حوالي ثمانين عا ًما استطاع‬     ‫حكمت فيه كل عنصرية نفسها‬
     ‫إذا َذك َرت المشر َق ُكله‪ ،‬قالوا‬                                    ‫بنفسها»‪( .‬طقوش‪ :‬تاريخ الدولة‬
 ‫فارس» (عبد الله بن عبد العزيز‬              ‫«الإشكانيون» أن يتحرروا‬
‫البكري الأندلسي أبو عبيد‪ :‬معجم‬                  ‫من السلوقيين ويقيموا‬                  ‫العباسية ص‪)158‬‬

                                           ‫إمبراطورية انتهت بعد ‪485‬‬              ‫***‬

                                                                         ‫وبالعودة إلى تشكيلات الفرسان‬
                                                                           ‫التركية والمُشاة البويهية فإنها‬

                                                                        ‫تحيلنا إلى الأساس العصبي الذي‬
                                                                         ‫كانت تتشكل على أساسه جيوش‬

                                                                             ‫الدولة الإسلامية أي ًضا‪ ،‬ففي‬
                                                                        ‫صدر الإسلام وفي العصر الأموي‬

                                                                          ‫كانت القبائل أساس الجيش‪ ،‬لا‬
                                                                        ‫سيما في الأمصار‪ ،‬حيث أصبحت‬

                                                                          ‫«العشيرة لا القبيلة هي الوحدة‬
                                                                         ‫العسكرية الأولى» (د‪.‬خالد جاسم‬
                                                                        ‫الجنابي‪ :‬تنظيمات الجيش العربي‬

                                                                            ‫الإسلامي في العصر الأموي‪،‬‬
                                                                                               ‫ص‪.)27‬‬

                                                                          ‫وعلى الرغم من تبني العباسيين‬
                                                                             ‫مبدئيًّا سياسة «الخروج من‬
                                                                             ‫العصبية القبلية إلى العصبية‬

                                                                          ‫الإسلامية» ومحاولتهم تأسيس‬
   138   139   140   141   142   143   144   145   146   147   148