Page 139 - merit 40 apr 2022
P. 139
137 تجديد الخطاب
(شرح نهج البلاغة ،مجلد ،5 منها نظا ًما سلميًّا لتداول الخلافة الحر.
ج ،9فقرة ،174ص ،)210لذلك أو الإمامة ،أو يعر ْف طريق ًة كما لا ُيمكن استبعاد دور تلك
لم ينق ْصها الاحتجاج بعصبي ٍة ما،
خصو ًصا أن الخليفة نف َسه كان غي َر التغلب والتآمر والوراثة في العصبيات في سيول الدماء
يرى أن «الشورى في المهاجرين أحس ِن الأحوال ،حتى لو كانت والحروب المتواصلة والمؤامرات
والأنصار ،فإن اجتمعوا على رج ٍل لصبي تتلاع ُب ب ِه أهوا ُء المتغلبين،
وسموه إما ًما ،كان ذلك لله ر ًضا» التي شهدها تاريخنا العربي
أو لجني ٍن ما زال في بطن أمه والإسلامي من أجل بلوغ السلطة،
(شرح نهج البلاغة ،مجلد،2 (د.محمد جمال الدين سرور:
ج ،3فقرة ،43ص ،)51غير أن تاريخ الدولة الفاطمية ،ص-107 وكانت من سماتها غالبًا تسمي ُم
/110د.سعدون عباس نصر الخلفاء أو قتلُهم بحد السيف أو
خلافته سرعان ما اصطدمت الله :دولة الأدارسة في المغرب، رم ُيهم في السجون بع َد تسمي ِل
بتمردا ٍت تستند إلى عصبيا ٍت ص /89إبراهيم أيوب :التاريخ
منا ِفسة لبني هاشم حتى ش ِهدت العباسي السياسي والحضاري، عيو ِنهم.
الخلافة انشطا َرها الأول غدا َة ص)165؛ فض ًل عن أن عه َد فض ًل عن تلك الحروب
معركة ِصفين ،أي «يوم اجتماع الخلفاء الراشدين لم يعر ْف نظا ًما والصراعات ال َبينية ،شهدت
االلإحم َاك ََمم ْيعنل»يٍّ وحيثبث َتخعل َمعرالوأبشنعارلعياص أو طريق ًة شرعي ًة واحدة لانتقال العصبيا ُت ذا ُتها صراعا ٍت
معاوي َة وانصرف إليه هو وأهل السلطة -الخلافة ،وانتهت حيا ُة ومؤامرا ٍت داخلي ًة بين الأقربين
الشام ممن حضروا التحكيم ثلاث ٍة من الخلفاء بالقتل ولم َيسل ْم من أجل الفوز بالمقام الأول لقيادة
وسلموا عليه بالخلافة (د.محمد من ذلك إلا أو ُلهم؛ فبينما انعقدت المسلمين؛ ذلك بالنسبة للعصبيات
سهيل طقوش :تاريخ الدولة خلافة الأول بالاحتجاج بعصبية التي حظيت بأسا ٍس «شرعي»
الأموية ،ص /15الطبري :تاريخ، قريش وحقها في الأمر ،وذلك وشكلت في عيون أتباعها مرتك ًزا
ج 5ص /71ابن كثير :البداية فيما اع ُتبِر نو ًعا من الشورى «شرعيًّا» للخلافة ،أو من أجل
مع الأنصار الذين شكلوا مع الفوز بعروش السلطنات بالنسب ِة
والنهاية ،ج 7ص.)480 المهاجرين «أهل الحل والعقد»، للعصبيات الأخرى التي لم تكن
وهكذا أي ًضا كانت خلافة الإمام انعقدت خلافة الثاني والثالث تحظى بذلك الأساس الـ»شرعي»،
دون حاج ٍة لهذا الاحتجاج لأن لكنها صارت منذ الربع الثاني
الحسن «شعبي ًة» بمن حضر، الأم َر أصبح ح ًّقا مكتسبًا لقريش، من القرن الثالث الهجري تتحكم
لكنها شكلت استمرا ًرا للانشطار مما أدى إلى استبعاد الأنصار بالخليفة أو تحكم باسمه بحكم
بشك ٍل نهائي ولم َتتِم مشاور ُتهم قوتها وتغلبها؛ بينما الخليفة،
ولم تدم سوى ستة أشهر حتىَ .أض ْف إلى ذلك أن الخليف َة في الغالب ،لم يكن أمامه سوى
اضطر بعدها للتنازل أمام ضغط الثالث تع َّصب لرهط ِه من بني الموافقة على تولي المنتصر منها
أُمية وف َّض َلهم على قريش وسائر عرش السلطنة مهما كانت
العصبية الأموية. العرب وال َموالي حتى صارت الوسائل والطرق التي تغلَّ َب بها؛
لكن «التشي َع السياسي» شاء وكان ُضع ُف الخليفة يؤدي أحيا ًنا
بعد بيعة الإمامين أن يقتفي في خلافته «أو َل ال َح َبل بالدولة إلى أن ُيصد َر قرارا ٍت متناقض ًة
موضوع الإمامة مسا ًرا آخ َر، الأموية» ،وكان ذلك من أسباب يولي فيها السلطنة لأكث َر من واح ٍد
خصو ًصا أن التشي َع ذا َته تعرض
أي ًضا لانشطارا ٍت أدت إلى انبثاق الثورة عليه وقتله .أما خلافة في الوقت نف ِسه.
الكثير من الحركات الشيعية الرابع فجاءت في إثر الثورة على القاعد ِة العصبي ِة نف ِسها ش ِهد
ومقتل سل ِف ِه« ،شعبي ًة» بمن
المختلفة التي بنى كل منها حضر ،وإن كان «ليس للشاهد التاريخ ثلاث َة مراك َز رئيسية
شرعي َته على إما ٍم مختل ٍف وفر ٍع أن يرجع ولا للغائب أن يختار» للخلافة في آ ٍن واحد :العباسية
مختل ٍف من فروع البيت العلوي-
في بغداد والفاطمية في مصر
الطالبي ،بالإضافة إلى انقسا ِم والأموية في ُقر ُطبة ،ولم ُينتِ ْج أ ٌي