Page 144 - merit 40 apr 2022
P. 144

‫يب َق في بيت مالي ِدر َه ٌم واحد‪،‬‬                           ‫العـدد ‪40‬‬                          ‫‪142‬‬
  ‫وأما اليم ُن فوالله ما أحببتها ولا‬
‫أحبتني قط‪ ،‬وأما ُقضاعة فسادتها‬                                                 ‫أبريل ‪٢٠٢2‬‬      ‫ما استعجم من أسماء البلاد‬
‫تنتظر السفياني وخروجه فتكون‬                                                                      ‫والمواضع‪ ،‬مادة خراسان)‪.‬‬
 ‫من أشياع ِه‪ ،‬وأما ربيعة فساخط ٌة‬           ‫المناصير‪ :‬الجيش في العصر‬                         ‫ُق َب ْيل العصر العباسي أصبحت‬
 ‫على الله منذ بعث نبي ُه من ُمضر»‬             ‫العباسي الأول‪ ،‬ص‪.)113‬‬                           ‫كلمة خراسانيين تعني الخليط‬
  ‫(الطبري‪ :‬تاريخ‪ ،‬ج‪ 8‬ص‪.)652‬‬                                                                 ‫من أهل خراسان وأبناء وأحفاد‬
                                        ‫لكن الجاحظ في رسالته «مناقب‬                         ‫العرب المنحدر جلهم من البصرة‬
       ‫لما جاء المعتصم قدم ال ُترك‬            ‫الترك» التي كتبها في عهد‬                       ‫والكوفة‪ ،‬والذين استقروا هناك‬
     ‫على العرب والفرس «فأمعن‬                                                                   ‫منذ الفتوحات الأولى وتكلموا‬
   ‫القادة الأتراك في إقصاء العرب‬       ‫المعتصم (‪227 -218‬هـ‪-833 /‬‬                                 ‫الفارسية إلى جانب العربية‬
     ‫والفرس تدريجيًّا وإسقاطهم‬             ‫‪841‬م) يقرر أن «لا فر َق بين‬                         ‫وتزوج قس ٌم منهم فارسيات‬
    ‫من ديوان العطاء» (د‪.‬إبراهيم‬                                                              ‫وخراسانيات وصار لهم منهن‬
‫أيوب‪ :‬التاريخ العباسي السياسي‬          ‫ال ُخراساني والتركي»‪ ،‬وقد يكون‬                         ‫أبناء‪ ،‬كما تزوج الخراسانيون‬
  ‫والحضاري‪ ،‬ص‪ )95‬وسيطروا‬                  ‫ذلك نتيج ًة لاستمرار الهجرات‬                     ‫والفرس منهم‪ ،‬وصاروا فيما بعد‬
‫على شؤون الخلافة والخلفاء حتى‬           ‫التركية وانبثاث العنصر التركي‬                        ‫عماد الدعوة العباسية وجيشها‬
    ‫«استجارت» بغداد بالبويهيين‬                                                              ‫الذي أسقط الدولة الأموية‪ ،‬وقد‬
      ‫الذين تغلبوا أي ًضا ولم يب َق‬    ‫وغلبته ذلك الحين في معظم أنحاء‬                         ‫«ورثت عنهم أجيالهم اللاحقة‬
  ‫للخليفة في أيامهم سوى «الاسم‬                               ‫خراسان‪.‬‬                       ‫الولاء للعباسيين وحرفة الجندية‪،‬‬
      ‫على المِنبر»‪ ،‬كما ذكرنا آن ًفا‪.‬‬                                                        ‫فصارت كلمة «الأبناء» في عهد‬
   ‫بعد حوالي مئة عام على التغلب‬        ‫وعلى الرغم من أن «ال ُخراسانية»‬                     ‫الرشيد وما بعده ع َل ًما على الجيل‬
                                             ‫تسمي ٌة «جغرافي ٌة» متحركة‬                     ‫الثاني والثالث والرابع من نسل‬
       ‫البويهي عاد تغلب الأتراك‬                                                               ‫الخراسانية في العراق‪ ،‬والذين‬
     ‫على يد السلاجقة؛ «والراجح‬            ‫ديموغرافيًّا‪ ،‬و»الأبناء» تسمية‬                   ‫صاروا بدورهم فرقة من الجيش‬
    ‫أن السلاجقة طمعوا بمنصب‬              ‫«جيلية»‪ ،‬إلا أن الفرقتين شكلتا‬                    ‫العباسي» (شاكر مصطفى‪ :‬دولة‬
     ‫الخلافة‪ ،‬إلا أنهم افتقروا إلى‬       ‫في واقع العصر العباسي الأول‬                           ‫بني العباس‪ ،‬ص‪ ،)618‬حيث‬
  ‫شرط النسب باعتبارهم أعاجم»‬                                                                  ‫انفصلوا عن فرقة الخراسانية‬
                                          ‫عصبيتين جديدتين اصطدمتا‬                            ‫وتسموا بـ»الأبناء»‪« .‬وقد تأثر‬
                                          ‫بالعصبيات الأخرى في معار َك‬
                                         ‫دموي ٍة عديدة وأثارتا استياءها‪:‬‬                                            ‫هؤلا ِء‬
                                       ‫قا َل رج ٌل من عرب الشام للخليفة‬                                           ‫بالتقاليد‬
                                        ‫المأمون‪« :‬اُنظ ْر لعرب الشام كما‬                                         ‫العباسية‬
                                          ‫نظر َت إلى عج ِم أهل خراسان‪،‬‬                                          ‫في العراق‬
                                        ‫فقال المأمون‪ :‬أكثر َت يا أخا أهل‬                                          ‫وبالبيئة‬
                                         ‫الشام‪ ،‬واللهِ ما أنزل ُت قي ًسا عن‬                                        ‫العربية‬
                                         ‫ظهو ِر الخي ِل إلا وأنا أرى أنه لم‬                                     ‫بينما كان‬
                                                                                                               ‫أجدادهم قد‬
                                                                                                             ‫تأثروا بالبيئة‬
                                                                                                                 ‫الفارسية‬
                                                                                                                ‫وتقاليدها»‬
                                                                                                                 ‫(د‪.‬محمد‬
                                                                                                               ‫عبد الحفيظ‬
   139   140   141   142   143   144   145   146   147   148   149