Page 145 - merit 40 apr 2022
P. 145

‫‪143‬‬  ‫تجديد الخطاب‬

               ‫أحمد آق كوندوز‬                  ‫أحمد جودت باشا‬                  ‫(طقوش‪ :‬ص‪ ،)243‬حيث مارس‬
                                                                                  ‫طغرل بك ضغ ًطا ليتزوج بنت‬
‫أما ما فعلته العصبية التركية ف ُي َعد‬  ‫وللتخلص من السلاجقة استعانت‬                 ‫الخليفة القائم بأمر الله فقبِل‬
    ‫من الأمثلة الأكثر سطو ًعا على‬        ‫الخلافة العباسية ب ُسلال ٍة تركي ٍة‬
                                         ‫أخرى كانت أقامت لها دول ًة في‬         ‫الأخير مضط ًّرا‪ .‬وعمد السلاجقة‬
 ‫التغلب ال ِعرقي؛ حيث قتلت سبع ًة‬                                                 ‫فيما بعد إلى المطالبة بالخلافة‬
‫من الخلفاء العباسيين هم‪ :‬المتوكل‬       ‫خوارزم ُع ِرفت بالخوارزمية‪ ،‬ولم‬               ‫لاب ِن بنتِهم‪ .‬أصر السلطان‬
‫والمنتصر والمستعين والمعتز (مات‬          ‫يتورع الخليفة الناصر (‪-575‬‬               ‫ملكشاه على هذا الطلب وهدد‬
                                           ‫‪622‬ه‪1225 -1180 /‬م) عن‬
   ‫تحت التعذيب) والمهتدي وعبد‬              ‫مرا َسلة جنكيزخان «الوثني»‬         ‫بطرد الخليفة من بغداد إلى أي بلد‬
    ‫الله بن المعتز والمقتدر‪ ،‬و َس ِمل‬                                          ‫يريد‪ ،‬وبعد توسل الخليفة بوزير‬
    ‫جنو ُدها ع ْي َني القاهر والمتقي‪،‬‬  ‫وتحريض ِه على الدولة الخوارزمية‬         ‫السلطان حصل على مهلة عشرة‬
     ‫فمات الأول بعد سبعة عشر‬                   ‫فيما بعد‪ ،‬وذلك في سبيل‬
  ‫عا ًما ومات الثاني محبو ًسا بعد‬                                                 ‫أيام للمغادرة‪ ،‬لك ْن من حسن‬
   ‫خمس ٍة وعشرين‪ .‬وكان القاهر‬           ‫التخلص من‬                             ‫حظه أن توفي ملكشاه قبل انقضاء‬
                                         ‫ضغوطاتها‬
      ‫أول خليفة يتعرض لمثل هذا‬         ‫ورد أطماعها‬                              ‫المهلة (د‪.‬ابراهيم أيوب‪ :‬التاريخ‬
   ‫الفعل الذي هو «عاد ٌة بيزنطية‬        ‫في السيطرة‬                             ‫العباسي السياسي والحضاري‪،‬‬
  ‫لا تمت لمباديء الإسلام بصلة»‪،‬‬           ‫على مركز‬                            ‫ص‪)200‬؛ وبتدبي ٍر من السلاجقة‬
  ‫فض ًل عن أن َمقا ِت َل الآخرين لم‬                                            ‫اغتال «الباطنيون» خليفتين هما‪:‬‬
   ‫تكن أحس َن حا ًل‪ ،‬فالمقتدر مث ًل‬         ‫الخلافة‬
  ‫ُقتل على يد جماعة القائد التركي‬          ‫في بغداد‬                                ‫المسترشد وابنه الراشد‪ .‬وفي‬
  ‫مؤنس الخادم وهو يحمل ُبردة‬               ‫(طقوش‪:‬‬                                 ‫آخر أيام تغلبهم توفي الخليفة‬
 ‫الرسول وتركوا جثته عاري ًة بعد‬        ‫تاريخ الدولة‬
    ‫أن سلبوه كل شي ٍء حتى جا َء‬           ‫العباسية‪،‬‬                                ‫المستنجد مخنو ًقا في الحمام‬
 ‫رج ٌل فغطاها بحشي ٍش ودف َن ُه في‬        ‫ص‪-248‬‬                               ‫وكان ذلك «بإشارة بعض الدولة»‬
                                             ‫‪.)249‬‬
                                                                                  ‫السلجوقية «استعجا ًل لموته»‬
                                                                               ‫(البداية والنهاية‪ :‬ابن كثير‪ ،‬ج‪14‬‬
                                                                                ‫ص‪ /282‬لتفصيل أكثر يراجع‬
                                                                              ‫ابن الأثير‪ :‬الكامل في التاريخ ج‪10‬‬

                                                                                                     ‫ص‪.)28‬‬
   140   141   142   143   144   145   146   147   148   149   150