Page 170 - merit 40 apr 2022
P. 170
العـدد 40 168
أبريل ٢٠٢2 الأخرى ،ولعل السبيل
الأفضل لفهمها ،كما الحال
الذي أنتمي إليه -فكان يتفاخروا بالشرب ،لكن
علمانيًّا بشكل أساسي ،وهو الجميع كان يعرف أنهم مع الكثير من هجرات ما
يشربون ،ولم يتم قط نبذهم بعد الحرب إلى أوروبا ،يأتي
جيل لم يكن يعتبر نفسه لذلك» .لم تكن أي من النساء
«مسل ًما» أو «هندوسيًّا» أو ترتدي الحجاب ،أو النقاب. في إطار ثلاثة أجيال :جاء
من «السيخ» ،أو حتى بأنه ويقول خان إن أسرته «ناد ًرا الجيل الأول إلى أوروبا في
«آسيوي» ،وإنما بأنه من ما صامت شهر رمضان، الخمسينيات والستينيات
وكثي ًرا ما يسهون عن صلاة
«السود» .فلم يكن اللون الجمعة .ولم يتباهوا بذلك من القرن العشرين،
الأسود لنا يمثل مسمى قط ،لكنهم لم يتحولوا إلى والجيل الثاني ممن ولدوا
عرقي وإنما سياسي .أي أنه منبوذين .إن الأمر مختلف أو ترعرعوا في السبعينيات
لم يكن هناك وجود لما يسمى
«بالمجتمع المسلم» ،فلم يكن تما ًما عن اليوم». والثمانينيات من القرن
في تلك الفترة هناك مجتمع لم تكن تجربة خان غريبة العشرين ،والجيل الثالث
يع ِّرف نفسه بشكل حصر ٍّي، أو شاذة ،فقد خاض والداي الذي بلغ الرشد الآن .وعلى
ذات التجربة ،وكذلك أسر الرغم من أنني أدرك أن هذا
أو أساسي ،من خلال الغالبية من أصدقائي .كانت ربما تصنيف متباسط ،إلا
عقيدته ،كما لم يفعل مجتمع معتقداتهم تعبر عن علاقتهم أنه من المفيد تكوين فهم
السيخ أو مجتمع الهندوس. بالله ،وليست هوية عامة عريض للعلاقات المتغيرة
مقدسة .فمن منظورهم ،لم بين المهاجرين والمجتمعات
وعلى عكس جيل الآباء، يكن الإسلام فلسفة شاملة. الأوروبية .وإن كانت أغلب
ممن تعرضوا كثي ًرا للتمييز، أما الجيل الثاني -وهو الجيل الأمثلة التي أسوقها تأتي
من واقع بريطانيا ،إلا أن
فقد نشأ جيلنا شر ًسا في التركيب من ورائها ينطبق
معارضته للعنصرية .كما
كان جيلنا أي ًضا شر ًسا في على الهجرات إلى دول
أوروبية أخرى أي ًضا.
شغب بريكستون 1981 كان الجيل الأول من
المهاجرين المسلمين القادمين
إلى بريطانيا ،ممن جاءوا
بشكل أساسي من شبه
القارة الهندية ،من الأتقياء
دون تعصب .ويذكر الكاتب
والمخرج المسرحي البريطاني
برفيز خان ،والذي جاءت
أسرته إلى بريطانيا في
الخمسينيات من القرن
العشرين ،يذكر أن والده
وأعمامه كانوا يذهبون إلى
البار لشرب كأس .ويضيف،
«لم يكن أي منهم يأتي
بالمشروب إلى المنزل ،ولم