Page 174 - merit 40 apr 2022
P. 174
والعقائد الخاصة بالمجتمعات العـدد 40 172
المهاجرة المستبعدة .ومع
استبعادها ،أصبح من أبريل ٢٠٢2 بالاحتفاظ بثقافتهم ولغتهم
وأسلوب حياتهم .وكان
اليسير التضحية بالمهاجرين أحمد أبو لبن
واعتبارهم المسئولين عن علل وجد في الرسوم عاقبة ذلك ،ظهور مجتمعات
الكارتونية فرصته متوازية ،فهذه السياسة لم
ألمانيا الاجتماعية .وأوضح تمثل احترا ًما للتنوع ،بقدر ما
اقتراع مؤخ ًرا أن أكثر من ليتحول إلى وفرت سبي ًل لتفادي قضية
ثلث الألمان يرى أن البلاد المتحدث الرسمي خلق ثقافة ضامة مشتركة.
«اجتاحها الأجانب» ،وأكثر وكثي ًرا ما كان المهاجرون
من النصف يشعر أن العرب باسم مسلمي من الجيل الأول علمانيين،
الدينمارك .وحتى ومن كان منهم متدينًا ،كان
«مصدر إزعاج».
لقد أدى الرفض الرسمي حينها ،تطلب متساه ًل .أما اليوم ،فإن
لمنح المواطنة للمهاجرين الأمر أربعة أشهر قرابة ثلث الناضجين من
الأتراك في ألمانيا يذهبون
في ألمانيا إلى سياسات من الحملات بانتظام إلى المسجد ،بمعدلات
التعددية الثقافية ،بينما الهيستيرية، أكبر كثي ًرا مقارنة بالجاليات
أدى الترويج لسياسات
التعددية الثقافية في بريطانيا والكثير من التركية في دول أخرى
إلى معاملة الأفراد المنتمين الضغط على بأوروبا الغربية ،بل بمعدلات
إلى الأقليات ،بحكم الواقع، الدبلوماسيين
ليس باعتبارهم مواطنين، السعوديين ،لخلق أعلى من أغلب المناطق في
وإنما باعتبارهم أعضاء في حالة من الخلاف تركيا ذاتها .وناد ًرا ما كان
مجموعات عرقية بعينها .إن سيدات الجيل الأول يرتدين
العاقبة في الحالتين كانت الكبرى.
خلق مجتمعات متشظية ،مع الحجاب ،إلا أن الكثيرات
احساس الكثير من الأقليات أحمد أبو لبن من بناتهن يرتدينه .ومع
بالاغتراب ،وتحول الكثير من غياب أي حافز للمشاركة في
المهاجرين إلى كبش فداء. المجتمع الوطني ،فإن الكثير
منهم لم يهتم بتعلم اللغة
()2
الألمانية.
إن القصة التي سردتها حتى وفي ذات الوقت الذي عملت
الآن هي قصة أوروبا التي
ليست من التعددية التي فيه سياسات التعددية
قد يتخيلها المرء ،وقصة الثقافية بألمانيا على تشجيع
مهاجرين أقل توكيدية
لهويتهم الثقافية عما ينسب المهاجرين على التزام
إليهم .ولم تبزغ سياسات اللامبالاة تجاه المجتمع
الألماني في أفضل الحالات،
التعددية الثقافية نظ ًرا لمطالبة أو الإعراب عن عدائية
المهاجرين بها ،وإنما بشكل صريحة له في أسوأ الحالات،
فإن هذه السياسات أدت
أي ًضا إلى زيادة معاداة
الألمان للأتراك .فالمقصود
من كون المرء ألمانيًّا كان
يع َّرف جزئيًّا في ضوء القيم