Page 173 - merit 40 apr 2022
P. 173
حول العالم 1 7 1
أمارتيا سين كينان مالك كريستوفر كالدويل حيازة ذات الحقوق التي
يتمتع بها الآخرون.
فنجد اليوم قرابة 4ملايين الأمر من إيطاليا وإسبانيا
شخص من أصول تركية واليونان ،ثم من تركيا .ولم وفي عام ،2000أصدرت
في ألمانيا ،لم يتمكن سوى يأت هؤلاء العمال باعتبارهم اللجنة الخاصة بمستقبل
حوالي نصف مليون منهم بريطانيا متعددة الأعراق،
من الحصول على المواطنة. مهاجرين ،أو باعتبارهم والتي ترأسها الفيلسوف
كما لم تكتف ألمانيا برفض مواطنين محتملين ،وإنما بيخو باريخ ،أصدرت تقري ًرا
خلص إلى أن بريطانيا هي
منح المواطنة للمهاجرين من جاءوا بصفتهم «عمال «مجتمع المجتمعات» ،حيث
الجيل الأول فقط ،بل إن زائرين» ،من المتوقع عودتهم يجب «تعريف المساواة بشكل
يمتاز بالحساسية الثقافية،
أطفالهم المولودين في ألمانيا إلى موطنهم الأصلي عندما
يتم استبعادهم أي ًضا. تنتهي حاجة الاقتصاد ويتم تطبيقها بأسلوب
وبد ًل من خلق مجتمع الألماني إلى خدماتهم. متميز دون تمييز» .وأمسى
منفتح ،يستقبل فيه إلا أنه مع مرور الوقت، تقرير باريخ تعري ًفا لجوهر
تحول المهاجرون من
المهاجرون على قدم المساواة، التعددية الثقافية ،إلا أن
تعامل الساسة الألمان ضرورة مؤقتة إلى وجود الحجج في صلبه بزغت عن
دائم ،وذلك جزئيًّا لأن الاستجابة قبل عقدين من
منذ الثمانينيات من القرن
العشرين مع ما يعرف ألمانيا استمرت في اعتمادها الزمان لأعمال الشغب في
على عمالتهم ،وجزئيًّا لأن المدن الداخلية .وسوف أعود
«بالمشكلة التركية» من خلال المهاجرين ،وأطفالهم بشكل لعواقب هذه الحجج لاح ًقا،
سياسة التعددية الثقافية. خاص ،أمسوا يعتبرون ألمانيا ودعونا الآن نلقي نظرة على
فبد ًل من المواطنة ومكانة وطنًا لهم .أما الدولة الألمانية، مسألة التعددية الثقافية في
حقيقية داخل المجتمع، فاستمرت في اعتبارهم دخلاء
«يسمح» للمهاجرين ورفضت منحهم المواطنة، ألمانيا.
***
كان طريق ألمانيا إلى التعددية
الثقافية مختل ًفا عن طريق
بريطانيا ،على الرغم من أن
نقطة الانطلاق كانت واحدة.
فكما الحال في الكثير من
دول أوروبا الغربية ،واجهت
ألمانيا نق ًصا حا ًّدا في العمالة
في سنوات ما بعد الحرب،
فعملت بجد على استقدام
العمال الأجانب .وعلى عكس
بريطانيا ،لم يأت العمال
الوافدون من المستعمرات
السابقة ،وإنما جاءوا في أول