Page 176 - merit 40 apr 2022
P. 176
العـدد 40 174
أبريل ٢٠٢2 وطموحاتهم؟ ما الذي يضطر
البنجلاديشيين إلى قبول
فكما أوردت إحدى الدراسات إن الفكرة السائدة بتجانس
الأكاديمية عن سياسات المجتمعات ذات الأقليات تمثيل منظمة إسلامية لهم،
مدينة بيرمنجهام قائلة: أو يضطر السيخ جمي ًعا
العرقية قد صبت في الكثير
إن نموذج التفاعل من خلال من العمل الساعي إلى قبول تمثيل الجوردواراس
المجموعات المظلية عادة المساواة العنصرية إلى لهم؟ في الواقع ،ما هو
ما كان يؤدي إلى تنافس تاريخه ،ومن آثار هذا،
المجتمع البنجلاديشي هذا ،أو
مجتمعات السود ومجتمعات الاعتماد المفرط على أفراد مجتمع السيخ هذا ،وما هي
الأقليات العرقية الأخرى يعتبرون ممثلين لاحتياجات احتياجاتهم وطموحاتهم؟
لنتصور أن المجلس أسس
للوصول إلى الموارد .أي أن المجتمع أجمعه ،وتؤدي «منتدى للبيض» ،ليمثل
المجموعات المظلية ،بشكل إلى مقاربات تبسيطية عند احتياجات مجتمع البيض
عام ،كانت تسعى إلى معالجة احتياجات المجتمع. في مدينة بيرمنجهام ،هل
أي أن سياسات التعددية يمكن لهذه المجموعة أن تقوم
استثمار مصالحها الخاصة، بتمثيل مصالح كافة السكان
بد ًل من وضع احتياجات الثقافية لم تستجب من البيض في المدينة؟ بالطبع
المجتمعات وعملها المشترك لاحتياجات المجتمعات، لا .ما الذي يجعلنا ،إ ًذا،
أولوية لها. وإنما ساعدت على خلق نتصور أن الوضع مختلف
وعندما بدأت محاصصة هذه المجتمعات من خلال بالنسبة للبنجلاديشيين
السلطة السياسية والموارد فرض هويات بعينها على أو السيخ أو الكاريبيين
المالية طب ًقا للانتماءات أناس منهم ،كما أنها عملت الأفريقيين؟
العرقية ،بدأ الناس في على خلق هذه المجتمعات ويشير هذا إلى مفارقة في
تحديد هوياتهم طب ًقا لتلك بتجاهل تام للصراعات الرؤية متعددة الثقافة .إن
العرقيات ،ولا شيء سوى الداخلية ،صراعات ناشئة نقطة الانطلاق لسياسات
تلك العرقيات. عن الطبقات الاجتماعية، التعددية الثقافية هي تقبل
فلنتخيل أنك شخص والاختلافات بين النوعين، المجتمعات باعتبارها متنوعة.
بنجلاديشي علماني تعيش والاختلافات الدينية ،وغيرها إلا أن هناك افتراض غير
في بيرمنجهام ،لا تفكر في من أوجه الاختلاف .فما مذكور بأن مثل هذا التنوع
نفسك بأنك مسلم ،بل إنك تقدمه سياسات التعددية إنما يتوقف عند أطراف
الثقافية ليس عملية تمكين مجتمعات الأقليات .فتعاملت
ربما لا تفكر في نفسك حتى لمجتمعات الأقليات ،وإنما سياسات مجلس مدينة
بأنك بنجلاديشي .إلا أنك تمكين لما يطلق عليه «زعماء بيرمنجهام ،كما الحال
مع مرور الوقت تبدأ في المجتمعات» ،ممن يصلون مع الكثير من سياسات
إلى السلطة لأنهم على صلة التعددية الثقافية ،مع
رؤية نفسك من هذا المنظور، بالدولة ،وليس لأنهم يمثلون مجتمعات الأقليات باعتبارها
ليس فقط لأن هذه الهويات كل متجانس ،متجاهلة
توفر لك إمكانية الوصول مجتمعاتهم. الصراعات الداخلية لدى هذه
للسلطة ،والتأثير ،والموارد، وفي ذات الوقت ،وبينما المجتمعات .فيورد تقرير
بل لأن هذه الهويات تمثل عملت هذه السياسات على المجلس قائ ًل:
تجاهل الصراعات داخل
واق ًعا اجتماعيًّا من خلال مجتمعات الأقليات ،خلقت
الحصول المستمر على التأكيد سياسات مدينة بيرمنجهام
صراعات أخرى فيما بينها.
والتوكيد .فهكذا ينظر إليك
َمن حولك ،لذا تجد نفسك
تدريجيًّا ترى نفسك هكذا.