Page 20 - merit 40 apr 2022
P. 20
العـدد 40 18
أبريل ٢٠٢2
د.نجيب عثمان أيوب
مصطفى ناصف..
والنقد الجديد عرب ًّيا
ُيذكر أن هناك كثي ًرا من النقاد بالبيئة العربية قد حاول التعامل
مع النص الأدبي العربي من داخله أو وفق المنهج الجمالي أو
النقد الجديد ،إلا أن تجربة الدكتور مصطفى ناصف التي راوحت
بين اتجاهات النقد المتنوعة بمواءمات ذكية ،كانت هي الأكثر ثراء
والأسبق عما سبقها وعاصرها من محاولات ،وقد باتت هذه التجربة
مشرو ًعا نقد ًّيا عرب ًّيا متبلو ًرا وفق مفاهيم النقد الحديث.
بذا ُيعد الأستاذ الدكتور مصطفى ناصف ،علام ًة ُولد الأستاذ الدكتور مصطفى عبده ناصف عام
فارق ًة في تاريخ النقد الأدبي على الساحة العربية
1922في محافظة الغربية ،بجمهورية مصر العربية،
الحديثة ،فمنذ أن َت َخ َّرج في آداب القاهر (فؤاد و َت َل َّقى تعليمه الأولي بها ،إلى أن وفد إلى القاهرة
الأول ساب ًقا) ،وحصل منها على درجة الليسانس
والماجستير ،ثم حصل على دكتوراه البلاغة ،من قسم ليلتحق بمدرسته الأم (جامعة القاهرة) وت َخ َّر َج فيها،
اللغة العربية بكلية الآداب جامعة عين شمس ،التي وقرر أن ُيكم َل مسير َته أستا ًذا وباحثًا في جامعة
عمل بها عض ًوا في هيئة التدريس ،و َت َر َّقى بها إلى
أن حصل على الأستاذية عام ،1966نشر خلال تلك عين شمس ،بعد أن حصل على الدكتوراه في البلاغة
الفترة العديد من الدراسات النقدية في المشهد الثقافي العربية فيها عام ،1952و ُتوفي عام 2006عن عمر
والأدبي والنقدي علي الصعيدين المصري والعربي،
في صورة كتب -س ُنوردها فيما بعد -إضافة إلى ناهز ست ًة وثمانين عا ًما ،بعد أن ك َّرس جهده على
مدى نصف القرن -تقريبًا -في العمل على تأسيس
مقالاته وأبحاثه في المؤتمرات العلمية والمجلات اتجاه نقدي عربي حديث يستلهم التراث منفت ًحا على
الأدبية والثقافية ،فحصل بهذا الإنتاج على العديد التيارات الحداثية المعاصرة بعين واحدة؛ مما كان
من الجوائز بداية من جائزة أفضل كتاب في النقد داف ًعا و ُم َح ِّف ًزا لدى الأجيال من بعده ،إلى إعادة النظر
الأدبي من وزارة الثقافة المصرية ،إلى أن جنى نوط
الامتياز من الدرجة الأولى ،فجائزة الدولة التقديرية في كثير من الأنماط الفكرية السائدة ،تجاه تراثنا
في الآداب ،هذا على الصعيد المصري ،أما عربيًّا ،فقد الأدبي والنقدي -على الوجهين المُنحاز والمُناهض-
حصد جائزة نقد الشعر من مؤسسة عبد العزيز
سعود البابطين في الكويت ،وجائزة الدراسات الأدبية ليعي َدنا نحو قراء ِة جوان َب مهم ٍة من هذا التراث
والنقدية من مؤسسة سلطان بن علي العويس ،من ب ُأس ٍس منهجية معاصرة؛ مما كان سببًا في إظهار
جماليات فنية في موروثنا على المستويين (الأدبي
والنقدي) ل َيستر َّد ثق ًة اهتزت لفترات طويلة ،في
قدرتنا على مجاراة الحاضر والمستقبل الواعد ،بعيون
تحرص على تراثنا الأصيل و ُت َق ِّد ُره.