Page 249 - merit 40 apr 2022

‫‪247‬‬ ‫ثقافات وفنون‬
‫فنون‬
‫الَّت ْرتيل القرآني‪..‬‬
‫النص والمتلقي‬
‫تؤدة‪ .‬والترتي ُل في القراءة‪:‬‬
‫التَّ َر ُّس ُل فيها والتبيين من غير‬
‫َب ْغ ٍي‪ .‬وقال ابن عباس في قوله‪:‬‬
‫ورتل القرآن ترتي ًل؛ قال‪َ :‬بيِّ ْنه‬
‫تبيينًا؛ والتَّبيين لا يت ُّم ب َأن َي ْع َجل‬
‫في القراءة‪ ،‬وإِنما يتم التبيين ب َأن‬
‫وكلا ٌم‬ ‫َتنا ُسق الشيء‪.‬‬
‫د‪.‬محمد عبد الباسط‬
‫عيد‬
‫ُيستخدم فيها إلى تحديد المقصود‬ ‫هذه المقالة لا تد ُّل بالتراث‪،‬‬
‫به؛ كأن تقول قراءة تأويلية أو‬
‫وليس في نيتها أن تفعل‪ ،‬ولكنها‬
‫سميوطيقية‪..‬الخ‪.‬‬ ‫مجرد دعوة إلى القيمة الأدبية‬
‫فـ»الترتيل» في «لسان العرب»‬ ‫والنقدية لمنجز المفسرين وعلماء‬
‫القرآن‪ ..‬ففي مدونات هؤلاء‬
‫ُوح َرْ ِتس ٌلن‬ ‫هو‪:‬‬
‫على‬ ‫َأي ُم َر َّت ٌل ح َس ٌن‬ ‫َر َتل‬ ‫الأكابر إرث نقدي طال إهماله‪،‬‬
‫وإعادة قراءته مسألة ضرورية‪،‬‬
‫ليس لما ينطوي عليه من آراء‬
‫شديدة العمق والقيمة فحسب‪،‬‬
‫وإنما لما يمكنه أن يرفد الاشتغال‬
‫النقدي المعاصر من أفكار شديدة‬
‫الأصالة‪.‬‬
‫فقد انتبه علما ُء القرآن ‪-‬قبل‬
‫قرون‪ -‬إلى العلاقة بين النص‬
‫والمتلقي‪ ،‬واعتبروا ك َّل أدا ٍء‬
‫تفسير‪ ،‬وكل تلاوة تفاعل بين‬
‫النص والمتلقي‪ ،‬ووضعوا لذلك‬
‫مصطل ًحا خا ًّصا هو «الترتيل»‪،‬‬
‫وهو مصطل ٌح «قرآن ٌّي» تحمل‬
‫دلالته اللغوية والاصطلاحية‬
‫أبعا ًدا تتجاوز فكرة «الإنشاد»‬
‫التي ارتبطت بالشعر‪ ،‬كما تتجاوز‬
‫معنى «القراءة» المعاصر الذي لا‬
‫يخلو من إجمال يحتاج في كل مرة‬