Page 254 - merit 40 apr 2022
P. 254
العـدد 40 252
أبريل ٢٠٢2
اقتباس بعض الموضوعات من
الكتاب المقدس بعهديه القديم
والجديد ،وكانت الرموز تستخدم
كجزء في هذه الموضوعات ،وكان
من ضمن هذه الرموز الحيوانات
والطيور المصورة بجوار
القديسين.
يعرف (المعجم العربى الأساسي-
لاروس) الرمز أنه «علامة تدل
على معنى له وجود قائم بذاته
فتمثله وتحل محله .أما تعريف
الرمز في الفن القبطي فهو
«عبارة عن مجموعة من الصور
والأشكال التى تعطي دلالات
متعارف عليها بين المسيحيين».
وعند الرجوع إلى تاريخ المسيحية،
نجد أن المسيحية «لم يكن لها
أي طموح لإيجاد رموز للتعبير
عن مضمونها ،بل كانت من
أجل التخفي عن الموقف العدائي
الروماني» .كما أن جوهر العقيدة
المسيحية يفضل الابتعاد عن
رغبات الحياة الدنيوية ،والعهد
القديم حرم استخدام الصور كما
َلَوم َاكردِمِت َّْممباَثاسًِلففراَملاْنل َُّسحخَموار ًت ِءاوِ ،جم َوْنل« َال ََاف ْوَُت ُصق ْ،وص َرَنَوًةْعَما
ا ْ َلا ِء ِِمف ْنالَتَأ ْْرح ِتِضال َأِم ْرْن َِتض ْح» ُت(،خ َور َما2ِ 0ف: عبر العصور المسيحية تعايشوا ُط ُيو ِر ال َّس َما ِءَ ،ف َأ ْح َض َر َها إِ َل آ َد َم
،)4 مع هذه الحيوانات المتوحشة لِ َي َرى َما َذا َي ْد ُعو َهاَ ،و ُك ُّل َما َد َعا ِب ِه
إلا أن الفنان القبطي تأثر بعقائد وصارت َألِي َفة في تعاملها معهم، آ َد ُم َذا َت َن ْف ٍس َحيَّ ٍة َف ُه َو ا ْس ُم َها»
وصارت هذه الحيوانات تأنس إلى (تكوين .(19 :2ومن هنا كانت
أسلافه المصريين القدماء .فأخذ هذا الإنسان وصارت بينه وبينها بداية علاقة الإنسان بالحيوانات
رابطة قوية تفوق إدراك الطبيعة.
القصص المصرية ولكن دون أن والطيور.
وقد بدأ استخدام الرمز في ولم تكن طبيعة الحيوانات
يأخذها بالمفهوم الوثني ،بل وضع المسيحية منذ القرن الأول متوحشة ،ولكن كانت عقوبة
والثاني الميلادي بشكل سمكة سقوط آدم وحواء أن تحولت
لها الرموز والشعائر المسيحية أو المونوجرام ،وبداية من القرن طبيعة بعض الحيوانات إلى
الرابع الميلادي اتجه الفنان إلى متوحشة .إلا أن بعض القديسين
التى تدعو إلى النظر داخل النفس
بحثًا وراء القيم الروحية التى
تغني عن النظر في الدنيا الفانية
أم ًل في الخلاص.
ومنذ أن أصبحت المسيحية