Page 261 - merit 40 apr 2022
P. 261

‫‪259‬‬           ‫ثقافات وفنون‬

              ‫رأى‬

‫عمرو العادلي‬  ‫نوبوأكى نوتوهارا‬        ‫عبد الرحمن الشرقاوي‬               ‫نشاهد في أوروبا وأمريكا مث ًل‪.‬‬
                                                                      ‫فهناك فروق بين الحياة في الريف‬
  ‫رواية «الحرام» ثلاثين مرة‪ ،‬في‬          ‫درجتي الماجستير والدكتوراة‬   ‫والحياة في المدينة لا شك‪ ،‬وهناك‬
   ‫سياقات لا تنضوي فقط تحت‬             ‫في أدب يوسف إدريس‪ ،‬على أنها‬
‫المعني المجرد للحرام‪ ،‬بل تتجاوزه‬       ‫تصور الرواية مجتمع الفلاحين‬     ‫‪-‬ربما‪ -‬سوء رأي متبادل أي ًضا‬
    ‫إلى آفاق أكثر اتسا ًعا وتنو ًعا‪،‬‬   ‫المهمشين والمسحوقين والذين لا‬  ‫يمس النظرة إلى الإنسان وقدراته‬
                                                                       ‫وقيمه‪ ،‬كما عندنا‪ ،‬ولكنها ليست‬
       ‫تتناثر على ألسنة كثير من‬          ‫يملكون إلا عافيتهم‪ ،‬ويعثرون‬
  ‫الشخصيات سواء من الفاعلين‬           ‫بالكاد على قوت يومهم‪ ،‬من خلال‬     ‫شاسعة على النحو الذي نشاهد‬
‫للحرام أم المستنكرين‪ ،‬أم الرائين‬      ‫حكاية سقوط عزيزة في الخطيئة‪،‬‬       ‫فيه البلاد النامية التي ُنعد من‬
  ‫إليه من بعيد‪ ،‬أم المتسائلين عنه‬
                                        ‫وقد أدخلهم يوسف إدريس في‬                                ‫بينها‪.‬‬
     ‫والمتشككين في ثبات حدوثه‪.‬‬        ‫التعبير الأدبي لأول مرة‪ ،‬وتعمق‬   ‫ومنذ بدايته الأولى‪ ،‬كما قال عنه‬
   ‫وقد جاء أول استخدام للحرام‬
    ‫تسمية للقيط‪ ،‬كعلامة وحيدة‬               ‫في عالمهم‪،‬‬                     ‫محمد دكروب‪ :‬تميز إدريس‬
    ‫دالة على فعل ارتكاب المحرم‪،‬‬           ‫لهم عاداتهم‬                   ‫بنظرته الجدلية للعالم والحياة‪،‬‬
   ‫في موقفين‪ ،‬الأول فردي حين‬                                            ‫ووحدتهما‪ ،‬إنه يتأمل في ظواهر‬
    ‫اكتشف «عبد المطلب الخفير»‬               ‫وتقاليدهم‬                  ‫الحياة والوجود‪ ،‬وما بينهما من‬
    ‫اللفافة فظن بطريقة ما‪ ،‬أن ما‬            ‫وهمومهم‬                     ‫صلات وروابط‪ .‬واهتم بالناس‬
   ‫أمامه ليس عفريتًا أو شيئًا من‬            ‫وعذاباتهم‬                    ‫أكثر من أي شيء‪ ،‬لقد قال ما‬
   ‫هذا القبيل‪ ،‬ولكنه «رضيع ابن‬         ‫وليسوا نفايات‬                   ‫معناه‪ :‬إنه يحس بموهبته وكأنها‬
    ‫حرام على وجه الدقة»‪ ،‬وكان‬             ‫بشرية‪ ،‬كما‬                     ‫صلة روحية خاصة بينه وبين‬

     ‫الموقف الثاني جماعيًّا كدلالة‬            ‫يصفهم‬                         ‫الناس الآخرين‪ ،‬لقد ساعده‬
        ‫مادية نابعة من المشاهدة‬             ‫الآخرون‪.‬‬                     ‫اهتمامه الكبير بالعالم الداخلي‬
                                      ‫وينتشر العنوان‬                     ‫لشخصياته وبظروف حياتهم‬
     ‫العينية «لأهل القرية»‪ ..‬وثمة‬          ‫الذي يفكر‬
                                           ‫كثي ًرا لنص‬                                    ‫الاجتماعية‪.‬‬
                                                                          ‫ونعود إلى رواية الحرام مرة‬
                                                                      ‫أخرى حيث أكد د‪.‬مجدي العفيفي‬
                                                                           ‫(رئيس جريدة أخبار الأدب‬

                                                                            ‫الأسبق)‪ ،‬وهو حاصل على‬
   256   257   258   259   260   261   262   263   264   265   266