Page 153 - ميريت الثقافية- العدد (29) مايو 2021
P. 153

‫الملف الثقـافي ‪1 5 1‬‬

‫هومي بابا‬  ‫مارتن هيدجر‬           ‫لوي ألتوسير‬                 ‫يرى سارتر أن وعي الذات‬
                                                                ‫الوجودي‪ ،‬يتأسس تحت‬
   ‫فلا يختلف عن الأول إلا‬         ‫هو لوي ألتوسير‪ ،‬وهومي‬         ‫تحديق الآخر»(‪ )5‬فيكون‬
   ‫في حالة الذات‪ ،‬وتبلورها‬         ‫بابا‪ ،‬وسبيفاك»(‪« )7‬ويرى‬          ‫الآخر صورة للذات‪،‬‬
  ‫في مرحلة المرآة عند جاك‬
                                     ‫المعنيون بأمر المصطلح‬    ‫يمكن أن تؤثر فيها وتتأثر‬
                    ‫لاكان‪.‬‬          ‫أن معناه يقوم على ثلاثة‬         ‫بها‪ ،‬بل تصبح الذات‬
   ‫‪ -3‬الآخر الرمزي‪ ،‬وهو‬
                                              ‫محاور كبرى‪:‬‬       ‫جز ًءا أساسيًّا في صياغة‬
      ‫عند لاكان‪ ،‬وغيره من‬          ‫‪ -1‬فالآخر في أكثر معانيه‬    ‫ماهية الإنسانية وحركتها‬
 ‫المفكرين الفرنسيين‪ ،‬الآخر‬         ‫شيو ًعا يعني شخ ًصا آخر‬    ‫النفسية‪ .‬حيث تتعلق الذات‬
 ‫بامتياز حيث يرون جمي ًعا‬
‫أن كينونة المرء لا تتحقق إلا‬         ‫أو مجموعة مغايرة من‬         ‫بالآخر وكأنهما وجهان‬
‫من خلال القدرة على القول‪،‬‬          ‫البشر ذات هوية موحدة‪،‬‬      ‫مختلفان ينبتان من نسيج‬
 ‫لكن هذه القدرة تعتمد على‬        ‫وبالمقارنة مع ذاك الشخص‬
                                                                 ‫واحد «بل إن الآخر عند‬
   ‫استخدامك نظا ًما تمثيليًّا‬        ‫أو المجموعة أستطيع أو‬     ‫فوكو متعلق بالذات تعل ًقا‬
    ‫(اللغة) يسبق وجودك‪،‬‬           ‫نستطيع تحديد اختلافي أو‬     ‫لا فكاك منه‪ ،‬شأنه في ذلك‬
‫وهكذا فإن عرضك لأفكارك‬           ‫اختلافنا عنها‪ ،‬وفي مثل هذه‬  ‫شأن ارتباط الحياة بالموت‪،‬‬
   ‫الذاتية والكيفية التي بها‬     ‫الضدية ينطوي هذا التحديد‬
  ‫تمثل ذاتك تتأتى فقط من‬         ‫على التقليل من قيمة الآخر‪،‬‬         ‫لكن فوكو على عكس‬
     ‫خلال اللغة التي تسبق‬                                         ‫سارتر‪ ،‬يرى أن الذات‬
 ‫دائ ًما وجودك‪ ،‬وعليه فإنك‬             ‫وإعلاء قيمة الذات أو‬    ‫في استبعادها الآخر‪ ،‬إنما‬
    ‫حال نطقك تكون أص ًل‬              ‫الهوية‪ ،‬ويشيع مثل هذا‬     ‫تستبعد وتقصي الإنسان‬
  ‫منطو ًقا أو مكتو ًبا مسب ًقا‪،‬‬     ‫الطرح في تقابل الثقافات‬       ‫نفسه‪ .‬فالآخر بالنسبة‬
 ‫وهذا الوضع يجعل الوعي‬           ‫خاصة‪ ،‬وهذا ما يسود عادة‬         ‫إلى فوكو هو الهاوية أو‬
                                    ‫في الخطاب الاستعماري‪.‬‬        ‫الفضاء المحدود (ضمن‬
                                      ‫‪ -2‬أما الآخر المشهدي‬     ‫محدودية ونهائية الجسد‬
                                                              ‫البشري) الذي يتشكل فيه‬
                                                                ‫الخطاب»(‪ .)6‬ومن ثم فلا‬
                                                             ‫يمكن استبعاد الآخر من أية‬
                                                               ‫قراءة ثقافية أو اجتماعية‬
                                                             ‫تتضمن بع ًدا إنسانيًّا واق ًعا‪،‬‬
                                                               ‫لأنه يمثل عض ًوا مه ًّما في‬

                                                                             ‫بناء العالم‪.‬‬
                                                                   ‫«ولئن انطوى مفهوم‬

                                                                     ‫الآخر على مثل هذه‬
                                                                 ‫الخصائص فمن السهل‬

                                                                    ‫أن يجد توظيفاته في‬
                                                             ‫فضاءات متعددة لعل أهمها‬

                                                                 ‫الأيديولوجيا والخطاب‬
                                                             ‫النسوي والاجتماعي‪ ،‬ولعل‬
                                                              ‫أهم من وظف هذا المفهوم‪،‬‬

                                                                ‫إضافة إلى إدوارد سعيد‪،‬‬
   148   149   150   151   152   153   154   155   156   157   158