Page 158 - ميريت الثقافية- العدد (29) مايو 2021
P. 158

‫العـدد ‪29‬‬                   ‫‪156‬‬

                                                           ‫مايو ‪٢٠٢1‬‬

   ‫حيث قال «الشعر قول‬         ‫رحل الشاعر فتحي عبد‬                     ‫مخاصمةُ الشِّ عْ ر‪ ..‬أم مُ حاورة الشُّ عَ راء؟‬
  ‫موزون مقفى‪ ،‬يدل على‬                                                       ‫قراءة في ديوان فتحي عبد الله «يملأ فمي بالكرز»‬
                               ‫الله (‪ )٢٠٢١ -١٩٥٧‬قبل‬
               ‫معنى»(‪.)2‬‬      ‫صدور ديوانه الأخير بأيام‬
     ‫مع أن محاولة قدامة‬       ‫قليلة‪ ،‬فقد كان ديوان «يملأ‬
   ‫لتعريف الشعر‪ ،‬جاءت‬
  ‫بعد أن را َد العر ُب فنّهم‬    ‫فمي بالكرز»(‪ )1‬بين يدي‬
‫الأول ور ّوضوه عبر مئات‬         ‫الشاعر يراجعه وهو على‬
‫السنين‪ ،‬ولذلك حين نعود‬        ‫فراش المرض‪ ،‬فارتبط النقد‬
    ‫للنقد الذي ُكتب حول‬        ‫المكتوب حول هذا الديوان‬
‫مفهوم الشعر عن العرب‪،‬‬         ‫بعموم تجربة الشاعر الذي‬
    ‫وحول قدامة وتعريفه‬
    ‫للشعر‪ ،‬سنجد مفارقة‬            ‫أحزن رحيله أصدقاءه‬
     ‫عجيبة وهي أننا كلما‬       ‫ومحبيه‪ ،‬كما أحزن محبي‬

                                ‫شعره من القراء والنقاد‬                ‫د‪.‬إبراهيم منصور‬
                                            ‫على السواء‪.‬‬

                                  ‫يبدو ديوان «يملأ فمي‬
                                  ‫بالكرز» كأنه عمل عن‬
                                  ‫الشعر‪ ،‬وعن الشعراء‪،‬‬
                                ‫فهو محاورة بين الشاعر‬
                              ‫وشعراء آخرين من العالم‪،‬‬
                                    ‫هذه المحاورة تعمقت‬
                              ‫وتوغلت حتى صارت نو ًعا‬
                                ‫من التماهي مع نصوص‬
                                ‫هؤلاء الشعراء «الغرباء»‬
                              ‫أي الذين لم يعرفوا الشعر‬
                              ‫العربي ولا التراث العربي‪،‬‬
                                  ‫ولا هم عرفوا أح ًدا من‬
                               ‫الشعراء العرب قط‪ .‬فكيف‬

                                    ‫وقعت هذه المفارقة؟‬
                              ‫إن اختلاف مفهوم الشعر‪،‬‬

                                  ‫بين العرب والغربيين‪،‬‬
                                      ‫كان لافتًا للنظر في‬

                                ‫النصف الأول من القرن‬
                                ‫العشرين‪ ،‬لذلك اعتدنا أن‬
                                ‫نقول للطلاب في الجامعة‬
                                ‫إن تعريف العرب للشعر‬
                               ‫كان ناق ًصا‪ ،‬وأهم تعريف‬
                                ‫يوجه له الاتهام بالنقص‬
                              ‫هو تعريف قدامة بن جعفر‬
                              ‫(‪ ٣٣٧ –٢٧٥‬هجرية) الذي‬
                              ‫قدمه في كتابه «نقد الشعر»‬
   153   154   155   156   157   158   159   160   161   162   163