Page 159 - ميريت الثقافية- العدد (29) مايو 2021
P. 159

‫‪157‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

     ‫‪Constantine Kavafy‬‬           ‫بل «محاولة منهجية فذة‪،‬‬     ‫طالعنا الشعر العالمي والنقد‬
       ‫(‪ )١٩٣٣ -١٨٦٣‬وأما‬        ‫يمكن أن نتعاطف معها وأن‬       ‫الأدبي في مدارسه العالمية‪،‬‬
                                                              ‫كلما كان ذلك أدعى لقراءة‬
 ‫الرابع فهو الشاعر البرتغالي‬                  ‫نحترمها»(‪.)4‬‬     ‫نقدنا القديم حول الشعر‪،‬‬
  ‫فرناندو بي ّسوا‪Fernando‬‬                                   ‫وتفهم معانيه على نحو أفضل‬
                                      ‫***‬                     ‫مما فعلنا في النصف الأول‬
‫‪١٩٣٥ –١٨٨٨( Pessoa‬م)‪.‬‬                                       ‫من القرن العشرين‪ ،‬كما فعل‬
      ‫ففي الديوان الذي تبلغ‬       ‫يتحاور فتحي عبد الله في‬    ‫الدكتور جابر عصفور‪ ،‬حين‬
                                 ‫ديوانه «يملأ فمي بالكرز»‬     ‫تع ّمق في قراءة ذلك التراث‬
    ‫صفحاته خم ًسا وثمانين‬      ‫مع أربعة من الشعراء‪ ،‬اثنان‬
      ‫صفحة فحسب‪ ،‬يكتب‬           ‫أمريكيان هما‪ :‬والت ويتمان‬         ‫النقدي‪ ،‬من بوابة النقد‬
     ‫الشاعر «عشرين ن ًّصا»‬        ‫‪-١٨١٩( Walt Whitman‬‬         ‫الحديث ومدارسه‪ ،‬حيث لم‬
                                                             ‫يعد ما قدمه قدامة «تعاريف‬
    ‫أطولها النص الأول الذي‬         ‫‪ )١٨٩٢‬وألن جينسبيرج‬
‫يبلغ ‪ ٩٥‬سط ًرا بعنوان « ُزبدة‬  ‫‪-١٩٢٦( Allen Ginsberg‬‬            ‫ساذجة»(‪ )3‬بتعبير محمد‬
                                                               ‫مندور (‪١٩٦٥ -١٩٠٧‬م)‬
   ‫بيضاء» وفيه يبدأ الشاعر‬          ‫‪ )١٩٧٧‬والثالث يوناني‬
           ‫على النحو الآتي‪:‬‬    ‫مصري‪ ،‬هو قسطنطين كفافي‬

 ‫«في زيارة (ألن جينسبيرج)‬
 ‫الأولى لمن تبقوا من الطوفان‬

          ‫حملها بين ذراعيه‬
 ‫وبقهقهاته العالية سخر من‬

           ‫أطرافها القصيرة‬
‫ووضعها على الطاولة بجوار‬

            ‫(أوراق العشب)‬
   ‫وكشف عن صدرها المليء‬

                ‫بالحشائش‬
 ‫لا تذكري أنني زبدة بيضاء‬
‫فأنا أعرف أن لك سجادة على‬

                 ‫باب المنزل‬
        ‫وتكرهين الخيول في‬

              ‫المنمنمات»(‪.)5‬‬
 ‫هنا يبقى الشاعر فتحي عبد‬

    ‫الله في منطقة واحدة من‬
 ‫المناطق الفنية التي رادها في‬

   ‫ديوانه «راعي المياه» وهي‬
   ‫منطقة التعبير الاستعاري‬
 ‫المدهش‪ ،‬لكنه في ذات الوقت‬
‫يغادر منطقة التنوع الحيوي‬
   ‫والنظرة الكونية‪ ،‬فالشاعر‬
    ‫الأمريكي ألن جينسبيرج‬

       ‫قد شغلته الرأسمالية‪،‬‬
    ‫حيث كانت أمريكا تباهي‬
  ‫برأسماليتها المنتصرة أثناء‬
   154   155   156   157   158   159   160   161   162   163   164