Page 157 - ميريت الثقافية- العدد (29) مايو 2021
P. 157

‫‪155‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

     ‫لديه محفوف بمخاطر‬            ‫(إيمي) تلك الشخصية‬                   ‫وفوقي أزهار‬
     ‫المباشرة‪ ،‬لأنه لا يعني‬         ‫المركزية في الديوان‪،‬‬    ‫وتحتي أعواد من القصب‬
‫شيئًا سطحيًّا بالأساس‪ ،‬بل‬
  ‫يقارب مستويات إدراكية‬           ‫حيث تمثل إيمي ثلاثة‬            ‫ولا يعرف العابرون‬
    ‫تصل إلى الدخول تحت‬          ‫أبعاد تتوازى فيما بينها‬                      ‫شهيقي‬
    ‫مياه النص‪ ،‬ولن يعرف‬           ‫وكأنها تسير في اتجاه‬
    ‫العابرون معنى المحبة‪،‬‬                                                  ‫أو زفيري‬
 ‫لأنها مغلفة بالبياض‪ ،‬لأن‬          ‫واحد‪ ،‬وتتقاطع أي ًضا‬           ‫وقد يتبعون حبيبي‬
  ‫الشاعر مشغول بالكشف‬           ‫في الوصول إلى الهدف‪/‬‬       ‫إذا الليل جاء وهم يرفعون‬
  ‫عن تناقضات الروح بين‬         ‫المعنى الشعري‪ ،‬لأن إيمي‬
‫الحقيقي والشعري والآخر‪،‬‬          ‫تحمل الوجه الشعري‪/‬‬                        ‫أصابعهم‬
     ‫وهو مكلف بأن يخلق‬         ‫القناع‪ ،‬والوجه الحقيقي‪/‬‬                       ‫إلى أعلى‬
   ‫كائنات إشارية متعددة‪،‬‬       ‫الأنثوي‪ ،‬والآخر النوعي‪.‬‬
‫بين المياه‪ ،‬العابرين‪ ،‬المؤذن‪،‬‬   ‫في ظني أن الشاعر يريد‬           ‫لا خو ًفا من الوحوش‬
  ‫الجبل‪ ،‬جل هذه الكائنات‬                                            ‫التي تأكل العظام‬
    ‫تتشكل بالوعي‪ ،‬ويصل‬              ‫القول إن الحبيب لن‬
     ‫المتلقي إليها من خلال‬      ‫يرى ما يريد ولن يصل‬       ‫أو المنادي الذي يحمل الجثة‬
  ‫تفكيك كلياتها حت يصل‬           ‫إلى جوهر المعنى سوى‬                 ‫على حمار أبيض‬
‫إلى الجزئيات‪ ،‬ليعيد ترتيب‬      ‫بالحب والدخول في عمق‬
                                 ‫المياه‪ ،‬ثمة نقلات نوعية‬        ‫بل المؤذن الذي يهبط‬
          ‫العالم مرة أخرى‬         ‫في نص فتحي عبد الله‬                ‫في أحيان كثيرة‬
                               ‫تتكشف من خلال القراءة‬                 ‫إلى أسفل الجبل‬

                                  ‫الباطنية‪ ،‬وكأن النص‬            ‫ويخلع ملابسه أثناء‬
                                                                         ‫الزيارة»(‪.)15‬‬

                                                              ‫اعتمد الشاعر في المقطع‬
                                                             ‫الشعري على ارتداء قناع‬

                                                                        ‫الهوامش‪:‬‬

‫‪ -1‬مارتن هيدجر‪ :‬التقنية‪ ،‬الحقيقة‪ ،‬الوجود‪ ،‬ترجمة محمد سبيلا‪ ،‬وعبد الهادي مفتاح‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬الدار‬
                                                                                 ‫البيضاء المغرب‪ ،1988 ،‬ص‪.6‬‬
                                                                                     ‫‪ -2‬السابق‪ ،‬ص‪.13 -12‬‬

‫‪ -3‬ميجان الرويلي‪ ،‬سعد البازعي‪ :‬دليل الناقد الأدبي‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬المغرب ‪ ،2004‬ص‪.21‬‬
                                                                                            ‫‪ -4‬السابق نفسه‪.‬‬

                                                                                          ‫‪ -5‬السابق‪ ،‬ص‪.22‬‬
                                                                                           ‫‪ -6‬السابق ص‪.22‬‬
                                                                                           ‫‪ -7‬السابق ص‪.23‬‬
                                                                                           ‫‪ -8‬السابق ص‪.24‬‬
                                                                  ‫‪ -9‬فتحي عبد الله‪ :‬يملأ فمي بالكرز‪ ،‬ص‪.13‬‬
                                                                                         ‫‪ -10‬السابق‪ ،‬ص‪.17‬‬
                    ‫‪B2%8A%D8%D9%A8%8A%D8%D9%87%https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9 -11‬‬
                                                                                 ‫‪ -12‬يملأ فمي بالكرز‪ ،‬ص‪.5‬‬
‫‪B%D8%86%D9%#B2%8A%D8%D9%A8%8A%D8%D9%87%https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9-13‬‬
                                                                     ‫‪85%D9%87%AA%D9%D8%A3%D8%4‬‬
                                                                                         ‫‪ -14‬السابق‪ ،‬ص‪.19‬‬
                                                                          ‫‪ -15‬يملأ فمي بالكرز‪ ،‬ص‪.59 -58‬‬
   152   153   154   155   156   157   158   159   160   161   162