Page 155 - ميريت الثقافية- العدد (29) مايو 2021
P. 155

‫‪153‬‬              ‫الملف الثقـافي‬

‫عاطف عبد العزيز‬  ‫غادة نبيل‬       ‫جاك لاكان‬                    ‫تتحدث بلسان الآخر وعن‬
                                                             ‫الآخر في الوقت نفسه‪ .‬وفي‬
   ‫تتوالد من بعضها بع ًضا‬          ‫أن هذه الحركة قد بدأت‬
     ‫منتج ًة صخبًا سياسيًّا‬       ‫في التراجع بالسرعة التي‬       ‫ظني أن استدعاء المقطع‬
                                 ‫قدمت فيها حيث تم تركها‬        ‫السابق يرتكز على حركة‬
 ‫واجتماعيًّا في الوقت نفسه‪.‬‬                                  ‫الهيبيين الذين تمردوا على‬
    ‫مما يمنح رؤية الشاعر‬               ‫من قبل الكثيرين إما‬    ‫الرجعية‪ ،‬فيحاول عبد الله‬
                                    ‫بسبب تقدمهم في السن‬       ‫الانتصار لرؤيته الشعرية‬
  ‫عم ًقا في بنية المعنى داخل‬        ‫أو بسبب استيعابهم في‬
    ‫النص الشعري‪ ،‬تتجسد‬                                            ‫من خلال ارتكازه على‬
                                      ‫المجتمع(‪ .)11‬حيث تبدو‬   ‫استدعاء أفكارهم الثقافية‬
 ‫في الخروج على كل أشكال‬           ‫صورة الهيبيين في النص‬        ‫والاجتماعية والسياسية‪،‬‬
    ‫الرأسمالية‪ ،‬منفت ًحا على‬       ‫الشعري بوصفها مرك ًزا‬
      ‫ومؤمنًا بالاشتراكية‪،‬‬       ‫يستدعي الشاعر من خلاله‬           ‫فالهيبيون ‪HIPPIES‬‬
        ‫والتحرر الاجتماعي‬                                       ‫تشير هذه الكلمة الهيبز‬
                                     ‫ظاهرة ثقافية سياسية‬         ‫‪ Hippies‬وهي ظاهرة‬
 ‫والسياسي‪ ،‬ورفض القمع‬             ‫واجتماعية‪ ،‬يؤمن الشاعر‬        ‫اجتماعية كانت بالأصل‬
      ‫والاستبداد الأخلاقي‪.‬‬                                      ‫حركة شبابية نشأت في‬
      ‫ويقول في مقطع آخر‬             ‫بكل أفرادها وملامحها‪،‬‬    ‫الولايات المتحدة الأمريكية‬
                                   ‫حيث يشتبك عبد الله مع‬       ‫في ستينيات وسبعينيات‬
   ‫مستدعيًا صوت الشاعر‬           ‫كل مبادئ الحرية والسلام‬
‫الأمريكي (ألن جينسيبرج)‪:‬‬           ‫والمحبة والمساواة‪ ،‬فتمثل‬       ‫القرن العشرين ثم ما‬
                                 ‫هذه الظاهرة صورة الآخر‬       ‫لبثت أن انتشرت في باقي‬
           ‫« في زيارة (ألن‬                                   ‫الدول الغربية‪ ،‬وتعتبر هذه‬
‫جينيسبرج) الأولى لمن تبقوا‬           ‫في النص الشعري عند‬
                                     ‫فتحي عبد الله‪ ،‬فينتقل‬       ‫الحركة مناهضة للقيم‬
              ‫من الطوفان‪،‬‬          ‫الشاعر من لحظة التمرد‬       ‫الرأسمالية‪ ،‬حيث ظهرت‬
        ‫حملها بين ذراعيه‪،‬‬            ‫إلى الدخول في لحظات‬     ‫بين طلاب بعض الجامعات‬
‫وبقهقهاته العالية سخر من‬
                                                                    ‫في الولايات المتحدة‬
          ‫أطرافها القصيرة‬                                       ‫كظاهرة احتجاج وتمرد‬
                                                               ‫على قيادة الكبار ومظاهر‬
                                                                 ‫المادية والنفعية وثقافة‬
                                                                 ‫الاستهلاك‪ ،‬فقام بعض‬
                                                             ‫الشباب المتذمر بالتمرد على‬
                                                               ‫هذه القيم والدعوة لعالم‬
                                                               ‫تسوده الحرية والمساواة‬
                                                                ‫والحب والسلام‪ .‬ميزوا‬

                                                                  ‫أنفسهم بإطالة الشعر‬
                                                                 ‫ولبس الملابس المهلهلة‬
                                                                 ‫والفضفاضة والتجول‬
                                                                  ‫والتنقل على هواهم في‬
                                                                 ‫مختلف الأنحاء كتعبير‬
                                                                 ‫عن قربهم من الطبيعة‬
                                                               ‫وحبهم لها‪ ،‬لكن الملاحظ‬
   150   151   152   153   154   155   156   157   158   159   160