Page 97 - ميريت الثقافية- العدد (29) مايو 2021
P. 97
نون النسوة 9 5
فرصة للحياة ..أريد فرصة».
نصف مرآة /مفارقة التحولات
تلعب المرآة دو ًرا رئيسيًّا في لعبة السرد ،من
خلال دورها في الكشف عن تناقضات السرد،
وتحولات الهوية داخل النسق السردى /الاجتماعي
للشخصيات ،فالمرآة رديف للتحولات والتغييرات
العميقة ،في تعريف الذوات لنفسها ،إنها لا تعكس
فقط الصور الخارجية ،بل تتوغل لسبر أغوار الروح،
وتنوير مساحات التناقض داخل الشخصيات ،وتريد
الكاتبة من خلال استعمال تلك التقنية ،في البحث عن
دلالات التحول في المشاعر الإنسانية ،وكيف ترصد
تبدلات العلاقة بين الانسان ومحيطه الاجتماعي ،بل
وبين الإنسان وذاته ،من خلال حركة الزمن ،التي
تتكشف خلال التطور السردي للأحداث.
في قصة «نصف مرآة» نري كيف تمارس المرآة
دورها في الكشف عن تحولات مشاعر الزوج ،ومن
خلال رصد التطور السردي /الزمني نلاحظ ليس
فقط التغير في شخصيات القصة ،بل العمق في
التبدلات الجذرية لرؤيتنا للواقع ولأنفسنا ،من خلال
عوامل متعددة ومعقدة لا يتناولها السرد بشكل
مباشر ،وإنما نستطيع تفسيرها ،عبر البحث في بنية
المجتمعات ،وتحولات أنماط الشخصية وانحيازاتها
الجمالية والعاطفية ،في علاقات سببية شديدة التعقيد،
المرآة ليست الواقع ،ولا تعكس سوي ثبات اللحظة
الآنية وقت أن ننظر إليها ،وبالتالي فهي نصف
حقيقية كما عبر عنها عنوان القصة «نصف مرآة»،
فالتحولات هنا لا تترك مساحة ثابتة لتستقر عليها
الحقيقة ،ولكي تحتفظ الهوية البشرية لتعريفها الكلي
واللامتغير ،إن التعريف الذاتي للهوية متغير كل
لحظة ،ولهذا تؤدي المرآة دورها في الرصد المتتابع
«الدياكرونى» للدواخل الإنسانية وعمقها الهوياتي،
تحاول الكاتبة من خلال منظور ذكوري كيف يري
الرجل حبه لزوجته ،وكيف تتطور علاقته بزوجته،
من خلال رصده لتحولات جسدها من الجمال المثالي،
وفتنتها الأولي لتلك المرأة الممتلئة نتيجة توابع الحمل
والولادة ،وبسبب انشغالها في الأدوار المنزلية ،يتبدل
شغف الرجل بالمرأة ،من هذا المنظور تنجح الكاتبة
في إدانة التغير العاطفي للرجل ،بسبب انحيازه