Page 111 - b
P. 111

‫آم ُنوا والذين ها ُدوا والصاب ُئون والنصارى من آمن بالله واليوم‬
‫الآخر وعمل صال ًحا فلا خو ٌف عليهم ولا ُهم يحز ُنون (المائدة‪،)69 :‬‬
‫فـ»الصابئون” هنا معطوف على اسم (إ َّن) منصوب‪ ،‬وبالتالي وجب‬
‫نصبها لتكون “الصابئين”‪ .‬الثانية «لكن الراس ُخون في العلم من ُهم‬
‫والمُؤم ُنون ُيؤم ُنون بما أُنزل إليك وما أُنزل من قبلك والمُقيمين الصلاة‬
‫والمُؤ ُتون الزكاة والمُؤم ُنون بالله واليوم الآخر أُولئك س ُنؤتيهم أج ًرا‬
‫عظي ًما (النساء‪ ،)162 :‬فـ»المقيمين” معطوفة على مرفوع فوجب‬
‫رفعها لتكون “المقيمون”‪ .‬الثالثة « َو َأن ِف ُقوا ِمن َّما َر َز ْق َنا ُكم ِّمن َق ْب ِل َأن‬
‫َق ِري ٍب َف َأ َّص َّد َق‬  ‫َأ َح َد ُك ُم ا ْ َل ْو ُت َف َي ُقو َل َر ِّب َل ْو َل َأ َّخ ْر َتنِي إِ َل َأ َج ٍل‬  ‫ََيوْأَأ ِتُك َين‬
‫أنها «فأصد ْق»‬              ‫ِّم َن ال َّصالِ ِحي َن» (المنافقون‪ ،)10 :‬والمفروض‬
‫بتسكين القاف على الجزم‪ ،‬والرابعة «قا ُلوا إن هذان لساحران ُيريدان‬
‫أن ُيخرجا ُكم من أرض ُكم بسحرهما ويذهبا بطريقت ُك ُم المُثلى» (طه‪:‬‬
‫‪ ،)63‬والمفروض أنها «إن هذين” منصوبة بإن وعلامة النصب الياء‪.‬‬

‫وبالرغم من ورود تلك النماذج الأربعة فقط في الحديث السابق‪ ،‬فثمة‬

‫دراسات حديثة تعدد ما تتصوره أخطاء أخرى تضاعف هذا العدد‬

                                 ‫عدة مرات‪.‬‬

‫وفي باب اختلاف ألحان العرب في المصاحف والألحان واللغات‬

‫(ص‪ )227‬من المصدر نفسه‪ :‬حديث موقوف‪ ،‬رقم ‪ ،88‬نصه‪« :‬عن‬
‫عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر القرشي‪ ،‬قال‪ :‬لما ُفرغ من المصحف‬
‫أُتي به عثمان فنظر فيه‪ ،‬فقال‪ :‬قد أحسنتم‪ ،‬وأجملتم‪ ،‬أرى فيه شيئًا‬

‫من لحن ستقيمه العرب بألسنتها»‪ .‬وفي (ص‪ )230‬يقول‪« :‬عن‬

‫الزبير بن خريت‪ ،‬عن عكرمة الطائي‪ ،‬قال‪ :‬لما أتى عثمان رضي الله‬
‫عنه بالمصحف رأى فيه شيئًا من لحن‪ ،‬فقال‪ :‬لو كان المملي من هذيل‪،‬‬

‫والكاتب من ثقيف‪ ،‬لم يوجد فيه هذا”‪ .‬و(هذيل) التي يقصدها عثمان‬

‫هي قبيلة من قبائل خندف من العرب المضرية‪ ،‬سكنت في الحجاز‬

‫غرب الجزيرة العربية‪ ،‬وهم بنو هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر‬

                            ‫‪111‬‬
   106   107   108   109   110   111   112   113   114   115   116