Page 112 - b
P. 112
بن نزار بن معد بن عدنان ،وأقرب القبائل نسبًا لها هي قبيلة كنانة
التي من فروعها قبيلة قريش ،وقبيلة بني أسد ويليهم في القرابة
قبيلة بني تميم وقبيلة مزينة .أما (ثقيف) فهي قبيلة تقيم منذ ما قبل
الإسلام إلى اليوم في الطائف وما حولها غرب الجزيرة العربية ،وهي
إحدى قبائل قيس عيلان المعروفة بالقبائل القيسية.
وهذه الرواية بشكلها الأخير وردت في أكثر من مصدر ،وقال
السيوطي إن إسنادها صحيح.
وفي (ص« )236 -235عن هشام بن عروة ،عن أبيه ،قال :سألت
عائشة عن لحن القرآن :إن هذان لساحران ،وعن قوله :والمقيمين
الصلاة والمؤتون الزكاة ،وعن قوله :والذين هادوا والصابئون،
فقالت :يا ابن أختي ،هذا عمل ال ُكتَّاب أخطأوا في الكتاب”.
ما يهمني في هذه الروايات الموجودة في أمهات كتب الأحاديث
ثلاثة أمور سأشير إليها :الأمر الأول :أن الروايات تنفي وجود نص
صارم مغلق ،فمن شأن وجود هذا النص -الذي كان النبي يراجعه
مع (جبريل) طول شهر رمضان من كل عام -عدم وجود لحن،
أو أخطاء من ال ُكتَّاب ،فالخطأ قد يكون وار ًدا ،ومنطقيًّا كذلك ،لكن
المراجعة كفيلة بتصحيح هذه الأخطاء لأننا نتحدث عن كتاب كتبه الله
ذاته ويعد دستو ًرا للبشرية في كل مستقبلها ،باعتبار أن محم ًدا هو
النبي الخاتم ،وإذا افترضنا احتمالية وجود الخطأ ،من الصعب أن
ُيج ِمع جميع ال ُكتَّاب على الخطأ نفسه لو كان المصد ُر صحي ًحا ،فمث ًل:
لو أملى النبي «السميع العليم» ،فمن الوارد أن يخطئ عبد الله بن أبي
سرح ،لكن الآخرين لن يخطئوا الخطأ نفسه بألفاظه ذاتها ،إلا لو كان
كات ٌب واح ٌد هو الذي يكتب التنزيل ،وبالتالي نستنتج أن يتفرق عند
أكثر من كاتب ،خاصة أن النبي توفي دون أن تكون لديه نسخة منه.
الأمر الثاني :أنه لو صحت رواية السيدة عائشة «هذا عمل ال ُكتاب
أخطأوا في الكتاب» ،فنحن نتحدث عن وجود احتمال الخطأ بالضبط
112