Page 116 - b
P. 116

‫وكان من المفترض أن يكون فيه الآيتين لو صح أنهما أنزلتا؟ والأهم‪:‬‬
‫لماذا لم تملِ ُهما السيدة عائشة على إحدى لجنتي الجمع من صدرها‬

                                     ‫كما فعل ال ُح َّفاظ الآخرون؟‬

                          ‫تلك الغرانيق ال ُعلى‬
‫قصة الغرانيق مشهورة لا أريد أن أتوسع فيها‪ ،‬وقد وردت‬

‫في أكثر من مصدر من كتب التراث‪ :‬كتب التفسير والأحاديث‪،‬‬

‫وملخصها كما وردت في تفسير ابن كثير‪ :‬عن سعيد بن ُجبير‪ ،‬قال‪:‬‬
‫قرأ ر ُسو ُل الله (ص) بمكة «النجم» فلما بلغ هذا الموضع‪« :‬أفرأي ُت ُم‬
‫اللات وال ُعزى‪ .‬ومناة الثالثة الأخرى»‪ ،‬قال‪ :‬فألقى الشيطا ُن على‬
‫ذكر‬          ‫قا ُلوا‪ :‬ما‬  ‫اقلبغلراالنييوقما‪.‬ل ُعفلىس‪.‬جودإنوسشفجا ُدعوتا ُ‪،‬هنفأ ُتنرزتلجالىل» ُه‪.‬‬  ‫لسانه‪« :‬تلك‬
‫هذه‬          ‫عز وجل‬                                                                               ‫آلهتنا بخي ٍر‬
‫َأ ْل َقى‬    ‫اا َوللاآ َّليشَّةُْلي‪َ :‬طَعا«لِ َُينو ٌمَم ِافَ َأحأُِْكرْمي َنٌِمسيَّ ْل»تِ َن ِها(ا َلفِمَينحن َجسَ‪:‬ق ُْبخلِ‪َ 2‬اك‪5‬ل َّ)ُلِم‪َ .‬نما َّر ُي ْل ُ ِقسوي ٍلال َوَّ َش ْلي َطَنابِ ُنٍّي ُثإِ َّمَّل ُيإِ َْذحا ِك َُمت َمانَّل َّ ُلى‬
‫آ َيا ِت ِه‬

‫هذه الرواية كانت مصدر فرح في حينها‪ ،‬لأن الطرفين ‪-‬الذين مع‬
‫الرسول والذين ضده‪ -‬ظنَّا أن هذه نهاية الصراع بينهما‪ ،‬فالمكذبون‬
‫لنبوة محمد كانوا يريدون اعترا ًفا منه بمكانة آلهتهم التي هي مصدر‬

‫دخل عظيم لهم من خدمة الحجيج‪ ،‬وقد حصلوا عليه «تلك الغرانيق‬

‫العلى وإن شفاعتهن ترتجى»‪ ،‬والأتباع لم يكونوا فرحين بالصراع‬

‫والحروب مع أهليهم التي تضع الشقاق بين الأخ وأخيه وبين الأب‬

‫وابنه‪ ،‬وتسفك الدماء‪ .‬فيذكر ابن كثير في الموضع نفسه إنه «وما كان‬
‫من ُر ُجوع كثي ٍر من المُهاجرة إلى أرض الحبشة‪ ،‬ظنًّا من ُهم أن ُمشركي‬
                                                ‫ُقري ٍش قد أسل ُموا»‪.‬‬
‫كثيرون من ال ُّش َّراح تع َّر ُضوا لهذه الرواية لكشف مدى صحتها‪،‬‬
‫وقد ضعفها كثيرون وصححها كثيرون أي ًضا‪ ،‬منهم الألباني الذي‬

                          ‫‪116‬‬
   111   112   113   114   115   116   117   118   119   120   121