Page 113 - b
P. 113
كاحتمال الصواب ،وأتصور أن هذا لا يصح في كتاب الله ،خاصة
أنه نزل على فترات متباعدة خلال ثلاثة وعشرين عا ًما ،وهو ليس
بالكتاب الضخم الذي تصعب مراجعته في هذا الوقت الطويل ج ًّدا،
وأن رواية ابن أبي سرح تقول إن النبي كان ينظر في المكتوب ويقره.
أما الأمر الثالث :فهو أعظمهم في الحقيقة ،وهو الخاص بردة فعل
عثمان على وجود الأخطاء ،وهي منقسمة إلى جزءين:
-1أنه (رأى) الأخطاء ومررها “أرى فيه شيئًا من لحن ستقيمه
العرب بألسنتها” ،أي أنه -لو صحت الرواية -تعامل مع كتاب الله
باستهتار كأي كتا ٍب عاد ٍّي ،لأن التصرف الطبيعي في هذه الحالة
أن يعيد الكتاب إلى اللجنة التي نسخته ،ويأمرها بتصويب الأخطاء،
خاصة أنها ليست كثيرة ،كي لا ُيترك الأمر للزمن كما أراد بالنسبة
لكتاب يتعامل معه المسلمون بتقديس يمنعهم من تقليل زخرفته،
وإدخال علامات الترقيم ،وتطوير التهجئة بإدخال حروف المد –
السماوات بدي ًل عن السموات -حتى تسهل القراءة.
-2قوله “لو كان المم ِل من ُهذ ْيل ،والكاتب من ثقيف ،لم يوجد
فيه هذا” ،يشير إلى أنه لم يختر لجنة مناسبة لأمر جلل كهذا ،ولو
افترضنا أنه كان حسن النية ،فإن التصرف الصحيح حين اكتشف
وجود لحون أن يستدعي ممليًا من هذيل وكاتبًا من ثقيف ليقوموا
بالمهمة ،وحيث إنه لم يفعل ،وتقبل وجود الأخطاء في القرآن الكريم
كأمر واقع ،فهذا ما لا يمكن فهمه.
آيتان أكلهما الداجن
ورد حديث موقوف رقم ( )25722في مسند أحمد بن حنبل
يقول« ،عن عمرة بنت عبد الرحمن ،عن عائشة زوج النبي (ص)
قالت :لقد أنزلت آية الرجم ورضعات الكبير عش ًرا ،فكانت في
ورقة تحت سرير في بيتي ،فلما اشتكى رسول الله (ص) تشاغلنا
113