Page 120 - b
P. 120

‫الحرف ‪-‬أي‪ :‬أمامه‪ ،-‬وإذا كسرتها فاجعل النقطة في أسفله‪ ،‬فإذا‬
‫ا ْت َب ْع ُت شيئًا من هذه الحركات غنَّة (يعني التنوين) فانقط نقطتين»‪.‬‬
‫(أبو بكر محمد بن القاسم ابن الأنباري‪ ،‬إيضاح الوقف والابتداء في‬

              ‫كتاب الله عز وجل‪ ،‬المقدمة‪ ،‬المكتبة الشاملة‪ ،‬ص‪)39‬‬
‫أبو الأسود الدؤلي ولد في الحجاز عام ‪ 16‬ق‪.‬هـ‪603 -‬م‪ ،‬أي‬
‫أنه كان صبيًّا ياف ًعا وقت الهجرة‪ ،‬وكان رج ًل وقت وفاة النبي‪،‬‬
‫لكنه لم يقابله رغم دخوله في الإسلام‪ ،‬و ُع َّد من التابعين‪ ،‬وكان من‬
‫أشياع عليٍّ بن أبي طالب‪ ،‬وحضر معه موقعة الجمل‪ .‬فو َّله عل ٌّي على‬
‫البصرة‪ ،‬وتوفي فيها بالطاعون عام ‪69‬هـ‪688 -‬م وعمره (‪)85‬‬

                                  ‫عا ًما‪ ،‬وكان لقبه «ملك النحو»‪.‬‬
‫مما عرضت فإن التشكيل الذي أدخله الدؤلي على المصحف كان‬
‫بدائيًّا‪ ،‬وبالتنقيط‪ ،‬فالفتحة نقطة فوق الحرف‪ ،‬والضمة نقطة بعد‬
‫الحرف‪ ،‬والكسرة نقطة أسفله‪ ،‬والتنوين نقطتان‪ ،‬وكل هذا بلون‬
‫مختلف عن لون الكتابة‪ ،‬في حين لم يضع شك ًل للسكون‪ ،‬وقد‬

 ‫تطورت هذه الأشكال إلى ما نستعمله اليوم‪ ،‬وهذا هو الن ْقط الأول‪.‬‬
‫أما الن ْقط الثاني‪ :‬الذي أُدخل على المصحف فهو “ما يدل على ذات‬
‫الحرف بما يميز المعجم من المهمل‪ .‬ويقصد بالمعجم هنا )الحرف)‬
‫المنقوط‪ ،‬نحو‪( :‬ت‪ ،‬ج‪ ،‬خ)‪ .‬والمهمل (الحرف) غير المنقوط‪ ،‬نحو‪( :‬س‪،‬‬
‫ص‪ ،‬ح)» (معجم علوم القرآن‪ ،‬ص‪« ،)294‬ويرجح بعض الباحثين‬
‫أن أول من أبدع واستعمل نقط الإعجام نصر بن عاصم ويحيى‬
‫بن يعمر الليثي‪ .‬وكان الحجاج بن يوسف الثقفي قد ندبهما إلى‬
‫القيام بواجب ن ْقط القرآن‪ ،‬وفق نظام يعتمدونه‪ ،‬وذلك لمَّا شاع اللحن‬
‫والتصحيف في قراءة القرآن الكريم‪ .‬وكان هذا الن ْقط بلون مداد‬
‫المصحف‪ ،‬ليميز من ن ْقط الإعراب الذي وضعه أبو الأسود”‪( .‬نفسه)‬
‫الحجاج بن يوسف الثقفي ولد في الطائف عام ‪ 40‬وتوفي في‬
‫واسط بالعراق عام ‪95‬هـ‪714 -661 ،‬م‪ ،‬أي أن تنقيط الحروف حدث‬

                            ‫‪120‬‬
   115   116   117   118   119   120   121   122   123   124   125