Page 60 - b
P. 60
( )19في إنجيل يوحنا ،تخالف الرواية الإسلامية من أن المسيح لم
يمت ،وإنما ُرفع إلى السماء .ففي الإصحاح (« :)19فخرج وهو
حامل صليبه إلى الموضع الذي يقال له (موضع الجمجمة) ويقال
له بالعبرانية جلجثة .حيث صلبوه ،وصلبوا اثنين آخرين معه من
هنا ومن هنا ،ويسوع في الوسط .فلما أخذ يسوع الخل قال :قد
أكمل .ونكس رأسه وأسلم الروح .وأما يسوع فلما جاءوا إليه لم
يكسروا ساقيه ،لأنهم رأوه قد مات .لكن واح ًدا من العسكر طعن
جنبه بحربة ،وللوقت خرج دم وماء .فأخذا جسد يسوع ،ولفاه
بأكفان مع الأطياب ،كما لليهود عادة أن يكفنوا» .بينما جاء في القرآن
«وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما
صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به
من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينًا» (النساء.)157 :
من أبلغ موسى باصطفائه نب ًّيا؟
كالعادة ،لدينا روايتان حول اصطفاء موسى عليه السلام وتبليغه
بالنبوة ،وبأنه مرسل من الله إلى قومه ،القصة التوراتية التي وردت
في سفر الخروج ،والقصة الإسلامية التي وردت في القرآن ،وهما
تتشابهان إلى حد بعيد ،وتختلفان في مواضع سأتوقف عندها.
في سفر الخروج -الإصحاح الثالث ،جاء« :وأما موسى فكان
يرعى غنم يثرون حميه كاهن مديان فساق الغنم إلى وراء البرية
وجاء إلى جبل الله حوريب ،وظهر له ملاك الرب بلهيب نار من وسط
عليقة فنظر وإذا العليقة تتوقد بالنار والعليقة لم تكن تحترق ،فقال
موسى أميل الآن لأنظر هذا المنظر العظيم لماذا لا تحترق العليقة ،فلما
رأى الرب أنه مال لينظر ناداه الله من وسط العليقة وقال :موسى
موسى ،فقال :ها أنذا ،فقال :لا تقترب إلى ههنا اخلع حذاءك من
رجليك لأن الموضع الذي أنت واقف عليه أرض مقدسة ،ثم قال :أنا
60