Page 61 - b
P. 61

‫إله أبيك إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب‪ ،‬فغطى موسى وجهه لأنه‬
‫خاف أن ينظر إلى الله‪ ،‬فقال الرب إني قد رأيت مذلة شعبي الذي في‬
‫مصر وسمعت صراخهم من أجل مسخريهم إني علمت أوجاعهم‪،‬‬
‫(‪ ،)...‬فالآن هلم فأرسلك إلى فرعون وتخرج شعبي بني إسرائيل‬
‫من مصر‪ ،‬فقال موسى لله من أنا حتى أذهب إلى فرعون وحتى‬
‫أخرج بني إسرائيل من مصر‪ ،‬فقال إني أكون معك وهذه تكون لك‬
‫العلامة أني أرسلتك حينما تخرج الشعب من مصر تعبدون الله على‬
‫هذا الجبل‪ ،‬فقال موسى لله ها أنا آتي إلى بني إسرائيل وأقول لهم‬
‫إله آبائكم أرسلني إليكم فإذا قالوا لي ما اسمه فماذا أقول لهم؟ فقال‬
‫الله لموسى «أهيه الذي أهيه» وقال «هكذا تقول لبني إسرائيل‪ :‬أهيه‬
‫أرسلني إليكم‪ ،‬وقال الله أي ًضا لموسى هكذا تقول لبني إسرائيل‪:‬‬
‫يهوه إله آبائكم إله إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب أرسلني إليكم‬

                  ‫هذا اسمي إلى الأبد وهذا ذكري إلى دور فدور»‪.‬‬
‫“أهيه الذي أهيه” بالعبرية ֶא ְה ֶיה ֲא ֶ ׁשר ֶא ְה ֶיה‪ ،‬ومعناها‪ :‬أكون‬

                                 ‫الذي أكون‪ ،‬أو‪ :‬أنا ما هو كائن‪.‬‬
‫هناك عدة ملاحظات «شكلية» في النص‪ ،‬منها أن الله أخبر موسى‬
‫بكنيته «أنا إله أبيك إبراهيم»‪ ،‬وأن موسى غطى وجهه وخاف أن‬
‫ينظر إلى الله! لماذا خاف؟ والمهم أنه تلقى عن الله وكأنه أمر عادي‪،‬‬
‫دون أن يتشكك مث ًل أو يخاف ‪-‬كما حدث مع النبي محمد بعد‬
‫ذلك‪ ،-‬ثم أخبره الله أنه يرسله إلى (شعبه) بني إسرائيل ليخرجهم‬
‫من مصر‪ ،‬وتحدث موسى في التفاصيل «من أنا حتى أذهب إلى‬
‫فرعون‪ »..‬وأن الله طمأنه أنه سيكون معه‪ ..‬إلخ‪ ،‬وبعد كل ذلك سأله‬
‫موسى عن اسمه! «فإذا قالوا لي ما اسمه فماذا أقول لهم؟»‪ ،‬وأخي ًرا‬
‫فإن الله قال له إن اسمه «يهوه» وليس الله‪ ،‬وأن هذا اسمه إلى الأبد‪،‬‬
‫وقد أشرت ساب ًقا لمسألة اختلاف اسم الخالق في الديانات الثلاث‬

                        ‫التي من المفروض أنها من مصدر واحد‪.‬‬

                              ‫‪61‬‬
   56   57   58   59   60   61   62   63   64   65   66