Page 66 - b
P. 66
وأوصاهم أن يبلغوه حين يرونه -يبلغون الملك يعني ،-ووجدوه
بالفعل وسجدوا له« :ثم إذ أوحي إليهم في حلم أن لا يرجعوا إلى
هيرودس انصرفوا في طريق أخرى إلى كورتهم ،وبعدما انصرفوا
إذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم قائ ًل :قم وخذ الصبي وأمه
واهرب إلى مصر وكن هناك حتى أقول لك لأن هيرودس مزمع أن
يطلب الصبي ليهلكه ،فقام وأخذ الصبي وأمه لي ًل وانصرف إلى
مصر».
الرواية المسيحية -إذن -كما وردت في إنجيل متى بنيت كلها على
الأحلام! وتتحدث عن طفل ولد من أم فقط ،دون أن تجتمع برجل،
حبَّلها الروح القدس (كيف حبَّلها؟ ومن قال لها إن من حبلها هو
الروح القدس؟) ،لكنه طفل كالأطفال ،عرف المجوس أنه سيصير
(ملك اليهود) لأنهم رأوا نجمه في المشرق (!!) ،وأن النجم دل على
مكانه وسار معهم حتى وقف فوقه ،ثم أكمل الحلم (الحلم مرة
أخرى!) باقي الفصول ،إذ (أتى وحي) للمجوس -هكذا ،للمجوس
كلهم بصيغة الجمع ،دون ذكر مصدره ،ودون ذكر مصدر الوحي،
ومن هو المُو ِحي! -ألا يعودوا للملك حسب اتفاقه معهم ،ثم حلم
يوسف مرة أخرى أن يحمل الطفل وأمه إلى مصر لينقذه من فتك
هيرودس به ..ففعل! إلى أن حلم حل ًما ثالثًا (!!) حين مات هيرودس،
فقد جاءه ملاك الرب قائ ًل «قم وخذ الصبي وأمه واذهب إلى أرض
إسرائيل لأنه قد مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبي».
لو أكملنا مع إنجيل متى سنرى أن يوسف حين رجع بعائلته من
مصر إلى «أرض إسرائيل»« ،سمع أن أرخيلاوس يملك على اليهودية
عو ًضا عن هيرودس أبيه ،خاف أن يذهب إلى هناك ،وإذ أوحي إليه
في (حلم) :انصرف إلى نواحي الجليل» ،فاستقر بعائلته في الناصرة
ومن هنا كانت تسميته «يسوع الناصري» ،وربما اشتقت كلمة
«نصارى» منها كذلك.
66