Page 68 - b
P. 68
و(نبوته) في ( )192كلمة فقط -لاحظ أنني أضع كلمتي :عيسى
ونبوة ،بين قوسين لأعود إليهما ،-تقول الآيات“ :واذكر في الكتاب
مريم إذ انتبذت من أهلها مكا ًنا شرقيَّا ،فاتخذت من دونهم حجا ًبا
فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بش ًرا سو َّيا ،قالت إني أعوذ بالرحمن
منك إن كنت تقيَّا ،قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلا ًما زكيَّا ،قالت
أنى يكون لي غلا ٌم ولم يمسسني بش ٌر ولم أك بغيَّا ،قال كذلك قال
ربك هو عليَّ هي ٌن ولنجعله آي ًة للناس ورحم ًة منا وكان أم ًرا مقضيَّا،
فحملته فانتبذت به مكا ًنا قصيَّا ،فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة
قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيًا منسيَّا ،فناداها من تحتها ألا
تحزني قد جعل ربك تحتك سر َّيا ،وهزي إليك بجذع النخلة تساقط
عليك رطبًا جنيَّا ،فكلي واشربي وق ِّري عينًا فإما ترين من البشر
أح ًدا فقولي إني نذرت للرحمن صو ًما فلن أكلم اليوم إنسيَّا ،فأتت
به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئًا فر َّيا ،يا أخت هارون
ما كان أبوك امرأ سو ٍء وما كانت أمك بغيَّا ،فأشارت إليه قالوا كيف
نكلم من كان في المهد صبيَّا ،قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني
وحيَّجا،علنوبي ًّرامبباوارل ًكدات أيينولممايجكنعلنتيوأجوبا ًرصاانيشقيَّباا،ل واصللاسةلاومالزعلكيَّاةيومما نبيَّا،
دمت
ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيَّا ،ذلك عيسى ابن مريم قول الحق
الذي فيه يمترون ،ما كان لله أن يتخذ من ول ٍد سبحانه إذا قضى أم ًرا
فإنما يقول له كن فيكون»( .الآيات )35 :16
سأتوقف هنا أمام ثلاث جمل وردت في الآيات ولم تأخذ حقها من
الدرس كما أظن ،الأولى «انتبذت من أهلها مكا ًنا شرقيَّا» ،فالسؤال
الذي شغلني هو :لماذا تنتبذ (أو تتجنب) أهلها؟ حين رجعت إلى
تفسير الطبري رأيت المفسرين مشغولين بـ»المكان الشرقي» وما
هو ،ولماذا شرقي وليس غربيًّا ،ولم ينتبه أحد لعلة التجنب نفسها!
الإشارة الوحيدة أنها كانت حائ ًضا ،فهل كل الحائضات ُك َّن يتجنبن
68