Page 67 - b
P. 67

‫في (الإصحاح الثالث) ستظهر شخصية «يوحنا المعمدان» الذي‬
‫كان يدعو الناس للتوبة «لأنه قد اقترب ملكوت السماوات»! ‪-‬مرت‬
‫ألفا سنة من دعوته ولم يأ ِت ملكوت السماء الذي كان يقترب!‪-‬‬
‫وع َّمد الناس «بماء للتوبة»‪ ،‬وب َّشر بأن «الذي يأتي بعدي هو أقوى‬
‫مني الذي لست أه ًل أن أحمل حذاءه هو سيعمدكم بالروح القدس‬
‫ونار‪ ..‬الذي رفشه في يده وسينقي بيدره ويجمع قمحه إلى المخزن‬
‫وأما التبن فيحرقه بنار لا تطفأ‪ ..‬حينئذ جاء يسوع من الجليل إلى‬
‫الأردن إلى يوحنا ليعتمد منه‪ ..‬ولكن يوحنا منعه قائ ًل أنا محتاج أن‬
‫أعتمد منك وأنت تأتي إل َّي! فأجاب يسوع وقال له‪ :‬اسمح الآن لأنه‬
‫هكذا يليق بنا أن نكمل كل بر‪ ،‬حينئ ٍذ سمح له‪ ،‬فلما اعتمد يسوع‬
‫صعد للوقت من الماء وإذا السماوات قد انفتحت له فرأى روح الله‬
‫ناز ًل مثل حمامة وأتيا عليه‪ ،‬وصوت من السماوات قائ ًل هذا هو‬

                                 ‫ابني الحبيب الذي به سررت»‪.‬‬
‫سأعيد التذكير هنا بأن هذه الكتابة ليست (عن) الدين‪ ،‬وإنما عن‬
‫الثقافة الدينية‪ ،‬فهي مشغولة بعرض النصوص على العقل‪ ،‬خاصة‬
‫أنها مؤ َّولة من بشر‪ ،‬ليس ذلك فقط‪ ،‬لكنها انبنت بالكامل على روايات‬
‫بشر‪ ،‬مثلما و َّضح ُت أن موسى هو الذي قال إن «يهوه» كلمه‪ ،‬ولم‬
‫يشهد على ذلك أحد‪ ،‬وكذلك فإن حكاية مولد «يسوع» من «الروح‬
‫القدس» انبنت على (حلم) يوسف زوج أمه مريم بنت عمران‪ ،‬وأسلمنا‬
‫هذا الحلم لسلسلة من (الأحلام) شيَّدت عقيدة سماوية أتباعها هم‬
‫الأكبر في العالم اليوم‪ ..‬لا أقول إنه لم يحلم أو إن الحلم ليس وحيًا‬
‫بالضرورة‪ ،‬فهذا لا يعنيني‪ ،‬ولكني أريد التركيز على أن (الحلم) فعل‬

                      ‫خاص بشخص واحد‪ ،‬لم يشهده أحد غيره!‬
‫هذه هي الرواية المسيحية‪ ،‬فما هي الرواية الإسلامية عن مولد‬

                           ‫(عيسى) ونبوته‪ ،‬حتى نقارن بينهما؟‬
‫عشرون آية من (سورة مريم) تروي قصة ميلاد (عيسى)‬

                              ‫‪67‬‬
   62   63   64   65   66   67   68   69   70   71   72