Page 63 - b
P. 63
أو رجل مؤمن من قومه .انظر البداية والنهاية لابن كثير»( .)1كما أن
هناك اختلاف حول اسم الجبل الذي حدث فوقه التكليف ومكانه،
ففي التوراة هو جبل حوريب ،وفي الإسلام هو الوادي المقدس طوى،
وهناك اختلافات بين المتقدمين عن معنى اسمه وتحديد مكانه.
كما أن هناك اختلا ًفا كبي ًرا أي ًضا في طريقة نطق اسم الله واسم
النبي موسى ،ففي (سفر الخروج )18 :31في العهد القديم -على
سبيل المثال -يرد النص بالعبرية هكذاַ « :ו ְי ִהי ַא ֲח ֵרי ַה ְדּ ָב ִרים ָה ֵא ֶּלה
ְו ָנ ַןתן ְיה ָוה ְל ֹמ ֶ ׁשה ְבּ ַהר ִסי ַני ְשׁ ֵני ֻל ֹחת ָה ֵע ֻדת ֻל ֹחת ֶא ֶבן ְכּ ֻת ִבים ְבּ �אֶ
ְצ ַ ּבע ֱאֹל ִהים”( ،)2ونترجمه بالعربية إلى «ثم أعطى موسى عند فراغه
من الكلام معه في جبل سيناء لوحي الشهادة :لوحي حج ٍر مكتوبين
بإصبع الله» ،في حين أن اسم الخالق في العبرية هو «יהוה” وينطق
« ”Yahwehأو “ ،”Jehovahوبالعربية “يهوه” .أما اسم موسى
النبي بالعبرية فهو “ ֹמ ֶ ׁשה” ،ويتم نطقه «“ ”Mosheموشى” أو
“موشا” .أعرف أن كثيرين لا يلتفتون إلى هذا الخلاف في اسم
الخالق بين الديانات السماوية ،وكذلك الاختلاف في نطق أسماء
الأنبياء ،فالمسلمون يسمون نبي المسيحية “عيسى” بينما المسيحيون
لا يعرفون هذا الاسم ،ويسمونه “يسوع” ،أعرف أن هذا المبحث
أُهمل في الدراسات الدينية ،ولكنني أعتبره في غاية الأهمية إن كنا
نتحدث عن إله واحد ،هو الذي أرسل كل الرسل ،وهو الذي أملى كل
الكتب ،وبالتالي فليس عقلانيًّا ولا منطقيًّا أن يغير اسمه ويغير اسم
رسله.
جملة هذه الاختلافات -إذن ،دون موضوع اختلاف الأسماء-
تتركز في التأكيد على عملية الاصطفاء والبعث ،والتبليغ عن طريق
الوحي «وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى» ،والمقصود بالتأكيد ليس
إثبات نبوة موسى ،فقد كانت ثابتة قبل الإسلام بقرون عديدة ،ولكن
المقصود هو التأكيد على بعث محمد وإلهية القرآن.
63