Page 65 - b
P. 65

‫المسيح الذي انتظره اليهود وفيه تحققت نبؤات العهد القديم‪ ،‬هو‬
‫معصوم‪ ،‬وكامل‪ ،‬والوحيد الذي لم يرتكب أية خطيئة‪ ،‬وقد ولد من‬
‫عذراء بطريقة إعجازية‪ ،‬واجترح عجائب ومعجزات عديدة‪ ،‬رفع‬
‫البشر لمرتبة أبناء الله‪ ،‬لتمثل حياته (إنجيل عمل) ملهم لأتباعه‪،‬‬
‫وأسس الكنيسة‪ ،‬ومات على الصليب تكفي ًرا عن خطايا العالم‪ ،‬فكان‬
‫محرر البشرية وبشراها السارة‪ ،‬ثم قام من بين الأموات و ُرفع إلى‬
‫السماء‪ ،‬بعد أن وعد المؤمنين به أنه سيعود في آخر الزمان؛ ليكون‬

        ‫بذلك كمال الإعلان الإلهي للبشر‪ ،‬وختام رسالات السماء‪.‬‬
‫في إنجيل متى‪ -‬الإصحاح الأول‪ ،‬وبعد إثبات امتداد نسب يسوع‬
‫إلى إبراهيم (بينهما ‪ 42‬جي ًل)‪ ،‬يذكر أن مريم كانت «مخطوبة‬
‫ليوسف‪ ،‬وقبل أن يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس‪ .‬فيوسف‬
‫رجلها إذ كان با ًّرا ولم يشأ أن يشهرها أراد تخليتها س ًّرا‪ ،‬ولكن فيما‬
‫هو متفكر في هذه الأمور إذا ملاك الرب قد ظهر له في حلم قائ ًل‪:‬‬
‫يا يوسف ابن داود لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك لأن الذي حبل‬
‫به فيها هو من الروح القدس‪ ،‬فستلد ابنًا وتدعو اسمه يسوع لأنه‬
‫يخلص شعبه من خطاياهم‪ ،)...( ،‬فلما استيقظ يوسف من النوم فعل‬
‫كما أمره ملاك الرب وأخذ امرأته‪ ،‬ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر‬

                                           ‫ودعا اسمه يسوع»‪.‬‬
‫إذن‪ ،‬فقد ولد يسوع بين أم وزوجها الذي أتاه في الحلم أن‬
‫(خطيبته‪ ،‬التي أصبحت امرأته بعد الحلم) ستلد ول ًدا (من الروح‬

                                                      ‫القدس)‪.‬‬
‫بقية القصة في (الإصحاح الثاني) أنه ولد في ظل الملك هيرودس‪،‬‬
‫وأن مجو ًسا من الشرق أتوا إلى أورشليم يسألون عن المولود (ملك‬
‫اليهود) إذ رأوا نج َم ُه في المشرق وأتوا ليسجدوا له (لا تعرف‪:‬‬
‫كيف رأوا نجمه؟ وأين؟)‪ ،‬لكنهم لم يجدوه في أورشليم‪ ،‬فجمعهم‬
‫الملك ووجههم إلى بيت لحم حيث مكانه‪ ،‬وأن نج ًما سيهديهم إليه‪،‬‬

                              ‫‪65‬‬
   60   61   62   63   64   65   66   67   68   69   70