Page 70 - b
P. 70
والولادة.
-3الرواية المسيحية تتحدث عن طفل ولد بشكل عادي ،والذي
ليس عاد ًّيا هو حمل مريم دون مواقعة ،وأن أمه وزوجها هربا به إلى
مصر خو ًفا من بطش الملك ،ولما عادوا إثر حلم أبلغهم أن الملك مات،
عاشوا في الناصرة ،وظهر يوحنا المعمدان الذي ب َّشر به ،وحين ع َّمده
يوحنا «إذا السماوات قد انفتحت له فرأى روح الله ناز ًل مثل حمامة
وأتيا عليه» ،يعني أن (نبوته) أو (ألوهيته) بدأت بتعميده ..بينما في
السردية الإسلامية فإن (عيسى) ليس طف ًل عاد ًّيا ،فقد تكلم يوم
ولادته وأعلن (نبوته) وأنه مرسل من عند (الله) أو (الآب )Abba
أو (زيوس Θεό� ς) (Theosباليونانية)“ :فأشارت إليه قالوا كيف
نكلم من كان في المهد صبيَّا ،قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني
نبيا ،وجعلني مبار ًكا أين ما كنتوأوصاني بالصلاة والزكاة ما
دمت حيَّا» (.)31 -29
-4الاختلاف الأكبر أن «يسوع» هو ابن الإله في العقيدة المسيحية
«وصوت من السماوات قائ ًل هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت»،
وفي عقيدة التثليث هو أحد تمثلات ثلاثة للرب «الآب والابن والروح
القدس» ،وهم لا يعتبرون ذلك تعد ًدا بل إنهم يعبدون إل ًها واح ًدا ذا
أقانيم ثلاثة ،مثلما تقول عن الشمس الشمس ،وعن ضوء الشمس
الشمس ،وهما م ًعا الشمس( ..)4بينما يعتبر المسلمون (عيسى) نبيًّا
مرس ًل من عند الله ،وأنه يحمل كتا ًبا كما حمل موسى التوارة ،وكما
حمل محمد القرآن« :قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيَّا».
-5لا يوجد في المسيحية شخص اسمه عيسى ،فهذه التسمية
إسلامية خالصة ،وهو ليس نبيًّا في عقيدتهم كما بيَّن ُت ،لكنه إله،
وبالتالي فلم (يتنزل) عليه كتاب ،فالإله لا ينزل شيئًا على نفسه!
وإنما العهد الجديد هو وصاياه التي دونها رسله وتلاميذه ،فقد
«كانت أخبار وتعاليم يسوع تتناقل شفهيًّا بين المؤمنين المسيحيين،
70