Page 226 - m
P. 226

‫العـدد ‪57‬‬                ‫‪224‬‬

                                       ‫سبتمبر ‪٢٠٢3‬‬         ‫الستينيات ونهضة‬
                                                             ‫المسرح الحديث‬
‫طابع بريد سوفييتي يصور جوان هان تشينغ‬
                                                              ‫وبدرجة ما‪ ،‬يمكن القول‪:‬‬
     ‫مسرحية ذات موضوع‬          ‫وبعد منتصف التسعينيات‬        ‫إن ستينيات القرن الماضي‪،‬‬
 ‫قانوني‪ ،‬وظهرت في الأعمال‬        ‫تطور النشاط السياسي‪،‬‬     ‫كانت سنوات نهوض المسرح‬
                                  ‫وتعمق اقتصاد السوق‬
        ‫المسرحية والعروض‬                                       ‫الحديث في هونغ كونغ‪،‬‬
‫اتجاهات متنوعة‪ ،‬كما ظهرت‬      ‫الصيني‪ ،‬وذلك بعد الهجوم‬        ‫وقد مهدت لتأسيس فرقة‬
 ‫اختلافات واضحة ليس فقط‬            ‫الكبير الذي شهده هذا‬   ‫مسرحية على مستوى متطور‬
‫في الدافع من العمل المسرحي‬           ‫الاقتصاد‪ ،‬فلم يكون‬       ‫في النصوص والعروض‪،‬‬
 ‫ومفهوم المسرحية‪ ،‬بل أي ًضا‬       ‫للناحية السياسية تأثير‬    ‫أما مرحلة ثمانينيات القرن‬
                                                              ‫نفسه وما بعدها وصو ًل‬
   ‫فيما يخص أسلوب العمل‬         ‫كبير على المسرح كما كان‬
    ‫المسرحي وطلبه للجمال‪،‬‬      ‫عليه في فترات الثلاثينيات‬       ‫إلى اللحظة الراهنة‪ ،‬فقد‬
     ‫أما من ناحية المواضيع‬   ‫والأربعينيات أو الخمسينيات‬         ‫اتسمت بدايتها بانتقاد‬
     ‫والمفهوم وشكل المسرح‬                                  ‫الطابع السياسي والتاريخي‬
   ‫وغيرها‪ ،‬فقد ظهرت أنواع‬        ‫والستينيات‪ ،‬لذلك عادت‬     ‫الذي كان غالبًا على الدراما‪،‬‬
 ‫كثيرة من المسرحيات منها‪:‬‬          ‫للمسرحية الصينية في‬       ‫وجاءت الخطوة الانتقالية‬
‫المسرحية اللحنية‪ ،‬والمسرحية‬          ‫التسعينيات «الدعاية‬        ‫في طريق تطور الرؤى‬
     ‫الكلاسيكية‪ ،‬والمسرحية‬         ‫الموجهة»‪ ،‬كما مرت في‬      ‫الدرامية الصينية الحديثة‬
                                                                ‫عند «فترتها الجديدة»‪،‬‬
                                 ‫الوقت نفسه بالدعوة إلى‬   ‫وكانت المناقشات تفتح الباب‬
                                                             ‫لخوض تجربة إبداعية لم‬
                                                               ‫يسبق لها مثيل‪ ،‬اقترنت‬
                                                                ‫بحركة ترجمة نشيطة‬
                                                             ‫للتجارب الفنية في المسرح‬
                                                           ‫الغربي‪ ،‬ما أتاح للمسرحيين‬
                                                              ‫الصينيين الاستفادة من‬
                                                               ‫اتجاهات المسرح العالمي‬
                                                          ‫الحديث والمعاصر «خصو ًصا‬
                                                             ‫في نقده للاتجاه الواقعي»‬
                                                                ‫مثلما استوعبوا أفكا ًرا‬
                                                           ‫تواكب العصر‪ ،‬وظل المسرح‬
                                                          ‫الصيني حتى الحقبة الأخيرة‬
                                                            ‫من القرن العشرين‪ ،‬يلتقي‬
                                                          ‫تيارات المسرح الغربي‪ ،‬ومع‬
                                                          ‫تقدم الصين الاقتصادي كان‬
                                                           ‫هناك من أسهموا في صياغة‬
                                                             ‫اتجاه مسرحي حديث ذي‬

                                                                  ‫طابع صيني متميز‪.‬‬
   221   222   223   224   225   226   227   228   229   230   231