Page 343 - ملف الإنجاز مقرر إعداد المعلم
P. 343
مقدمة:
أصبحت إدارة الجودة الشاملة في الوقت الحاضر حديث الساعة في أوساط الأعمال
والجامعات ومراكز البحث العلمي وحتى في الأجهزة الحكومية أيضاً ،وفي كافة ألاء العالم،
وبناء على ذلك قام العديد من الكتاب والباحثين بجهودكبيرة لتطوير إدارة الجودة
الشاملة وتطبيقها في مجالات الحياة كافة بما في ذلك التعليم وإدارته.
ولعل من الأهمية بمكان أن يحظى موضوع الجودة الشاملة في التعليم بعناية فائقة حيث
تشير الدلائل المعاصرة إلى أن إصلاح النظم التعليمية وتوظيفها لإعداد الكفاءات البشرية
المتميزة والقادرة على تحمل تبعات العمل الجاد المنتج والتحديد والتفوق بات مطروحاً بقوة
في عالم الفكر والاقتصاد .ويعتبر تبني مصطلحات ومفاهيم وتطبيقات الجودة الشاملة في
التعليم بمثابة استراتيجية للإصلاح بأبعاده المختلفة ،لأن إدارة الجودة الشاملة للتعليم تهتم
بفلسفة التعليم والقيادة ،واتخاذ القرار التربوي ،وتحسين الاتصال التربوي ،ورفع مستوى
الخدمة المنتجة.
نشأة الاعتماد الأكاديمي وتطوره:
ارتبط مفهوم الاعتماد بالجودة ارتباطاً وثيقاً ،حيث يعد مصطلحي الاعتماد والجودة
من المصطلحات الحديثة نسبياً ،وقد بدأ استخدامها في الكتابات العربية مع بداية عقد
التسعينات من القرن العشرين نتيجة لظهور العديد من المتغيرات وشيوع استخدام مفاهيم
الجودة الشاملة في المؤسسات التعليمية ،مما يوجه الأنظار إلى ضرورة الأخذ بنظام الاعتماد
وضمان الجودة كأحد المداخل المناسبة لتحقيق جودة التعليم .وقد تطور نظام الاعتماد
الجامعي خلال السنوات القليلة الماضية من مجرد الاعتراف الرسمي بالمؤسسات التعليمية
وبرامجها إلى التركيز على التقييم والتطوير المستمر للجودة النوعية ،وأصبح بذلك عملية يتم
من خلالها العمل على التحسين المستمر لمؤسسات وبرامج التعليم ،وذلك من خلال عمليتي
التقييم الذاتي والتقييم الخارجي للمؤسسة وبرامجها التعليمية.
إن مصطلح الاعتماد في التعليم العالي امريكي الأصل لكن بمرور السنين نقلت الاتحادات
المهنية والهيئات الحكومية الدولية الأفكار الرئيسية المرتبطة بالاعتماد في الولايات المتحدة،
342