Page 16 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 16

‫العـدد ‪31‬‬                    ‫‪14‬‬

                                                                     ‫يوليو ‪٢٠٢1‬‬

‫ليطير إليها‪ ،‬فلينتظر أن يأتيه أخر ُس بالأخبار»(‪.)38‬‬                              ‫على سبيل الختم‪:‬‬
  ‫هكذا يكون الارتقاء بالكلمات حين لا ت ْأ َب ُه المتنبئ ُة‬
 ‫كاسندرا بقدرية لعنة عدم الإصغاء‪ ،‬ولا يستنك ُف‬                       ‫كان دانتي يعلم –لا شك‪ -‬أن فيرجيليوس قد أضاع‬
                                                                         ‫في أنوا ِء «الإنياذة» بط َله المغوار إينياس سنوا ٍت‬
‫أيو ُب عن الضراعة بالصادق من الصلوات‪ ،‬بعد أن‬
 ‫استيقن أن ال َّر َوا َء لا ُي ْع َد ُم أب ًدا من شجرة ال َّر َجاء‪،‬‬   ‫شتى‪ ،‬لا استمطا ًرا للعنات ربات القدر الرعناء‪ ،‬بل‬
‫فيستنق ُذه خال ُص إيمانه ‪-‬ولو بعد حين‪ -‬من غمرة‬                        ‫بحثًا عن معنى الحياة في حواف العماء والكالحات‬
‫الإياس إلى رياض الإيناس‪ .‬أما فحول الشعراء فلن‬                         ‫من العواصف الهوجاء‪ .‬ومع ذلك لم َي َّط ِر ْح فضيل َة‬
 ‫يثنيهم عن البو ِح وال ّل ْم ِح تبكي ُت الصَّوْ ِت بالصَّ ْمتِ‬       ‫الإنصا ِت بإزا ِء كلما ِت مرشده ودليله‪ ،‬لأنه استيقن‬

                                                                             ‫أن بعد «الجحيم» ‪ Inferno‬لا ريب سيكون‬
                                                                        ‫«الـ َم ْط َهر» ‪ ،Purgatorio‬وبعد «المطهر» س َي َت َأ َّتى‬
                                                                     ‫العروج إلى علياء «الفردوس» ‪ .Paradiso‬ولمثل تلك‬
                                                                     ‫الأنوار تكون تراني ُم الشعر‪« .‬فمن لم ي ُك له جناحان‬

                                                                          ‫هوامش‪:‬‬

                            ‫‪.P95 .)1949( ,Bachelard, Gaston, Le Rationalisme appliqué PUF, Paris -1‬‬
           ‫‪ -2‬أوردها ألبرتو مانغويل في‪ :‬مدينة الكلمات‪ ،‬ترجمة يزن الحاج‪ ،‬دار الساقي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،2016 ،1‬ص‪.35‬‬
  ‫‪ -3‬ينظر‪ :‬يوحنا ذهبي الفم‪ ،‬تفسير سفر أيوب‪ ،‬إعداد الشماس نشأت مرجان‪ ،‬دار نوبار للطباعة‪ ،‬مكتبة المحبة‪ ،‬شبرا‪،‬‬

                                                                                 ‫القاهرة‪ .‬د ط‪ .2008 ،‬ص‪.147‬‬
‫‪ -4‬تنظر مث ًل‪ :‬هوميروس‪ ،‬الإلياذة‪ ،‬نقلها إلى العربية بتصرف دريني خشبة‪ ،‬دار التنوير للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪،1‬‬
 ‫‪ ،2014‬صص‪ ،30 -29‬وص‪ .238‬وينظر‪ :‬فيرجيليوس‪ ،‬الإنياذة‪ ،‬ترجمة عبد المعطي شعراوي وآخرين‪ ،‬المعهد القومي‬

      ‫للترجمة‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،2011 ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .130‬وينظر أي ًضا‪ :‬أسخولوس‪ ،‬تراجيديات أسخولوس‪ ،‬ترجمة عبد الرحمن بدوي‪،‬‬
  ‫المؤسسة العربية للدراسات والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،1996 ،1‬ص‪ .220 -219‬وينظر‪ :‬أسخيلوس‪ ،‬ثلاثية أوريست‪ ،‬مأساة‬

     ‫أجاممنون‪ ،‬ترجمة لويس عرض‪ ،‬الدار القومية للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د ت‪ .‬ابتداء من ص‪ 115‬إلى ص‪.140‬‬
                                                                ‫‪ -5‬ينظر‪ :‬ألبرتو مانغويل‪ ،‬مدينة الكلمات‪ ،‬ص‪.31‬‬

 ‫‪ -6‬يقول فيرجيليوس في الإنياذة على لسان إينياس حين كان يستعيد حكاية سقوط طروادة‪« :‬وفي تلك اللحظة بالذات‪،‬‬
     ‫ارتعشت شفتا كاسندرا‪ ،‬وهي تتنبأ بما سيتوالى من كوارث؛ هاتان الشفتان اللتان لم تفز نبوءاتها ‪-‬حسبما أرادت‬
                        ‫الآلهة‪ -‬بثقة الطرواديين‪ .‬فقد كنا نحن التعساء في ذلك اليوم الذي شهد نهايتنا» ج‪ ،1‬ص‪.130‬‬
    ‫‪ -7‬لاوكون هو كاهن معبد أبوللو في طروادة‪ .‬في إنياذة فيرجيليوس‪ ،‬نقرأ تحذيراته‪« :‬أيها المواطنون التعساء ما هذا‬

‫الجنون المنقطع النظير؟ هل تعتقدون أن الأعداء أبحروا؟ أهكذا نعرف نحن أوديسيوس؟ (‪ )..‬إن هناك خديعة ما تكمن في‬
        ‫ذلك الحصان‪ ..‬فلا تثقوا فيه‪ .‬ومهما يكن الأمر‪ ،‬فإني أخشى الإغريق حتى عندما يقدمون الهدايا» ج‪ ،1‬ص‪.122‬‬
                                         ‫‪ -8‬هوميروس‪ ،‬الإلياذة‪ ،‬نقلها إلى العربية بتصرف دريني خشبة‪ ،‬ص‪.238‬‬
                                                                      ‫‪ -9‬ألبرتو مانغويل‪ ،‬مدينة الكلمات‪ ،‬ص‪.33‬‬
                                                                                     ‫‪ -10‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.31‬‬

   ‫‪ -11‬الزمخشري‪ ،‬أبو القاسم محمود بن عمر‪ ،‬ربيع الأبرار ونصوص الأخيار‪ ،‬مؤسسة الأعلمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪،1412 ،1‬‬
                                                                                                 ‫ج‪ ،3‬ص‪.302‬‬

                  ‫‪ -12‬اله َروي‪ ،‬عبد الله الأنصاري‪ ،‬منازل السائرين‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،1988 ،‬ص‪.80‬‬
            ‫‪ -13‬أورده ألبرتو مانغويل في‪ :‬الفضول‪ ،‬ترجمة إبراهيم قعدوني‪ ،‬دار الساقي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،2017 ،1‬ص‪.19‬‬

                                                                                      ‫‪ -14‬سورة ق‪ ،‬الآية‪.37 :‬‬
                                                              ‫‪ -15‬يوحنا ذهبي الفم‪ ،‬تفسير سفر أيوب‪ ،‬ص‪.167‬‬

                                                                                    ‫‪ -16‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.164‬‬
                                                                                            ‫‪ -17‬نفسه‪ ،‬ص‪.83‬‬
   11   12   13   14   15   16   17   18   19   20   21