Page 205 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 205

‫الملف الثقـافي ‪2 0 3‬‬

    ‫مشاركة‪ ،‬ولا هو شراكة‬           ‫إصدار إحدى محاكم الأحوال‬           ‫نظريتهم في إخفاء الجوهرة!‬
   ‫قائمة على المودة والرحمة‪،‬‬      ‫الشخصية المصرية حك ًما يلزم‬       ‫هل ستظل المرأة تتناوب عليها‬
   ‫كما ينص التنزيل الحكيم!‬         ‫أستاذة جامعية في علوم الذر ٍة‬
 ‫أ ّما ما تفضل َت به من توجيه‬                                         ‫السلطات‪ ،‬بد ًءا من مظهرها‪،‬‬
                                       ‫بأن َترضخ لطلب زوجها‬          ‫مرو ًرا بكافة تفاصيل حياتها؟‬
      ‫أسئلة للمثقف العربي‪،‬‬        ‫بالإنجاب‪ ،‬حتى لو أدى ذلك إلى‬
‫وللمسؤول ولغيرهم عن رضا‬            ‫حرمانها من عملها ووظيفتها‪،‬‬          ‫هل ستظل تناضل من أجل‬
                                   ‫وخرجت حيثيات الحكم تؤكد‬            ‫الحصول على ميراثها؛ كي لا‬
   ‫ضمائرهم‪ ،‬وعن اقتناعهم‬          ‫مهمة المرأة ودو َرها في الحياة‪،‬‬   ‫يذهب إلى الغريب‪ ،‬وكأنها ح َلبة‬
 ‫بأفضليتهم على المرأة‪ ،‬فأظن‬       ‫الزواج والأمومة! وجاء بالنص‬       ‫صراع غلبة الذكور؟ هل يمكن‬
   ‫أنهم راضون تما ًما‪ ،‬وأنهم‬                                       ‫أن تن َصف المرأة بوصفها إنسا ًنا‬
                                       ‫قول المحكمة‪« ،‬إن الحياة‬     ‫كامل الإنسانية ‪-‬والأهلية‪ -‬حر‬
    ‫مقتنعون أنهم يمارسون‬               ‫الأسرية للزوجة تأتي في‬
 ‫حقوقهم التي وهبهم إياه الله‬                                           ‫بكل ما تعنيه كلمة حرية؟!‬
‫سبحانه وتعالى‪ ،‬أتكون أنت أو‬                   ‫الأهمية الأولى»‪.‬‬
 ‫أنا أو غيرنا‪ ،‬أعل َم ِمن الخالق‬     ‫وكانت الزوجة المشار إليها‬             ‫(‪)29‬‬
                                   ‫قد تركت زو َجها بعد أربع أو‬        ‫صديقي الأستاذ‪/‬‬
                  ‫بخل ِقه؟!‬       ‫خمس سنوات؛ بسبب خلافهما‬
 ‫وإذا كنا متفق ْين على أن المرأة‬     ‫حول موضوع الإنجاب‪ ،‬إذ‬             ‫عمرو الشيخ‬
  ‫نفسها راضي ٌة ومقتنعة‪ ،‬بل‬        ‫خافت الزوجة على الجنين من‬
  ‫مستمتعة‪ ،‬بأفضلية الرجل‪،‬‬         ‫تأثير المواد الكيميائية والأشعة‬       ‫في ‪ 1998 /9 /21‬نشرت‬
                                     ‫في المعامل التي تعمل فيها‪،‬‬        ‫جريدة «الأهرام» خب ًرا عن‬
  ‫وبأنها أدنى منزل ًة ومقا ًما‪،‬‬    ‫بينما أ َصر الزوج على حقه في‬
   ‫فكيف ير َجى أم ٌل في تغيير‬       ‫أن يكون له ولد‪ ،‬الأمر الذي‬

        ‫الذهنية أو العقلية؟!‬                 ‫أ ّدى إلى ما َسبق‪.‬‬
    ‫وسيظل التعامل بقوانين‬         ‫ربما كان في هذه القصة شيء‬
 ‫الأحوال الشخصية‪ ،‬المعمول‬
 ‫بها في معظم الدول العربية‪،‬‬           ‫من إجابة عن أسئلتك التي‬
                                      ‫رح َت تف ّجرها في وجوهنا‬
      ‫هو التجلي الأكبر لهذه‬         ‫في قراءاتك السابقة‪ ،‬وأقصد‬
   ‫الذهنية الراضية والمقتنعة‬           ‫أن إجاب ًة ما تنصف المرأة‬
   ‫بطبيعة العلاقة بين الرجل‬         ‫قد لا تتحقق في أي مستقب ٍل‬
   ‫والمرأة‪ ،‬ولعلك قرأ َت معي‬       ‫قريب‪ ،‬ما دامت عقلية الفصل‬
  ‫شيئًا عن ذلك الجدل الكبير‬            ‫في الخصومات عند رأس‬
                                    ‫النظام القضائي الذي يشكل‬
     ‫الذي حدث في «تونس»‬             ‫الحص َن للحقوق والواجبات‪،‬‬
  ‫عندما حاول النظام الحاكم‪،‬‬        ‫بهذا الشكل من الفهم والوعي‬
   ‫أيا َم بورقيبة‪ ،‬تغيير بعض‬          ‫لطبيعة العلاقة بين الرجل‬
  ‫قوانين الأحوال الشخصية‪،‬‬          ‫والمرأة‪ ،‬وأذ ّكرك أن القضاء في‬
  ‫وهو الجدل الذي دار ‪-‬ولا‬            ‫هذه القضية تعامل مع عقد‬
 ‫يزال يدور‪ -‬على خلفية اتهام‬         ‫الزواج بين الطرفين على أنه‬
‫بورقيبة بالعلمانية من ناحية‪،‬‬          ‫عقد إذعا ٍن واستسلام من‬
                                    ‫ِقبل المرأة للرجل‪ ،‬وليس عقد‬
   ‫وبمحاولة كثير من القادة‬
‫والزعماء العرب نقل النموذج‬
 ‫الغربي الكافر إلى المجتمعات‬
 ‫العربية والإسلامية‪ ،‬في زعم‬
   200   201   202   203   204   205   206   207   208   209   210