Page 203 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 203
الملف الثقـافي 2 0 1
وتقاليدها ،فتقسيمات الع َرب المناطق ما تزال حي ًة وطازجة بالتأثيرات الحضارية هنا
واله ّوارة والأشراف ما تزال ليس الإعلام ولا التعليم ولا
حتى يومنا هذا ،لعلك تعرف حتى الثقافة بمعناها الأدبي،
فاعلة ومؤثرة في مصير ولكن المقصود بها الحركة
الأنثى ،وما يزال ذكور حتى أينو ِمكناثي ًرهاذا،منفيالرصجعايلد، المجتمعية ،عمليات التواصل
هذه القبائل يمارسون ما مصر، الإنساني ،وأريدك أن تتأمل
يرونه ح ًّقا لهم في الحفاظ معي مفهوم (الغ ْيرة) الذي
على تلك العادات والتقاليد، إذا َخرجوا مع زوجاتهم ،لا ب ّد يبدو ساخنًا ومشتع ًل في تلك
بل إن طقوس الموت والدفن وأن يسبقوهن بخطوات ،ليس
والجنائز تختلف اختلافا ٍت المناطق إذا قيس بغيره في
بيّنة بين أن يكون الميت ّذك ًرا لطي ًفا ولا محببًا أن يمشي مناطق الحضر والمدن ،وأريدك
بجانبها! كما أنه ِمن العيب أن تف ّرق بين ال َغيرة الطبيعية،
أو أن تكون أنثى! أن يسلّم َرج ٌل ما على صدي ِقه وبين هذه التي أس ّميها ساخنة
وما تزال أنها ٌر ِمن دماء إذا رآه سائ ًرا مع زو ِجه في
تجري في هذه المناطق ،ليس الطريق! أو مشتعلة ،وأظن أن البحث
فقط بسبب الأخذ بالثأر، الثقافي والفلسفي والاجتماعي
ولكن أي ًضا بسبب ال َغيرة لا يثور بعض الرجال في حول مفهوم (ال َغ ْيرة) بشكلها
على المرأة ،أو بسبب الانتقام صعيد مصر على مسؤو ٍل
لشرف العائلة أو القبيلة! هذا سيقودنا إلى ما نحن
يسرقهم أو يكذب عليهم ،لك ّن بصدده من نقا ٍش وحوار.
()28 والأمر ليس مقصو ًرا على
الصديق الأستاذ/ أَنيغحظ َدرضهعماببق ٌرردإجيللىشا ِمعملنرهأا ِتهنصاً ،عراقيددإذلاماصر
أشرف البولاقي (الغيرة) وح َدها ،فهناك
إذا اكتشف أن ابنه يتعاطى مواضعات اجتماعية في تلك
أظن أن قهوتك السابقة -في
المقال ( )27لن تمر مرارتها نو ًعا من المخ ِّدرات ،لكنه
مرور الكرام ،ولا حتى اللئام. سيذبح ابن َته إذا َسمع شائعة
وأن دخان سيجارتك السوبر أنها تدخن ،قد يتح ّمل رجل
الذي حمله زفيرك -تنهيدة صعيدي أن يص َفعه ضاب ٌط
عميقة -سيناضل كي لا أو حتى جندي ،لكنه س َيدفن
يذهب هو الآخر سدى! امرأ َته حي ًة إذا علا صوتها
لا أعرف الس ّر وراء شعوري،
وأنا أكتب هذا المقال ،وكأ ّنني أما َمه!
في مشهد ِمن إخراج يوسف ورغم ما قد تثيره أصداء
شاهين لبط ٍل مأزو ٍم نفسيًّا بعض هذه الممارسات ِمن ظن
يتصبّب عر ًقا ،تتلاعب بوجهه
الإضاء ُة والكاميرا في َمعية أنها قد تف ّسر المكانة أو المنزلة
موسيقى تتناسب والمشهد. التي تحتلها الأنثى في نفوس
أو ّد أن أترك ما تفرضه
واجبا ُت الكتابة من أ ّي ق ْد ٍر الرجال ،إلا أن هذه الأنثى
من موضوعيّ ٍة متعارف
نف َسها ما تزال مج َبرة على
الزواج بابن ع ّمها ،أو على الأقل
بمن يختاره لها أهلها وذووها،
ويمكن إخراجها من التعليم
بسهولة وبساطة لتتزوج،
وما تزال علاقات النَّسب
والمصا َهرة خاضع ًة ،ونحن
في القرن الحادي والعشرين،
لعادات القبائل والعائلات