Page 207 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 207

‫الملف الثقـافي ‪2 0 5‬‬

     ‫والأمسيات التي تحتفي‬              ‫المرأة ذاتها في بعض مجالات‬                 ‫(‪)30‬‬
‫بالمرأة بالطريقة المعتادة‪ :‬يسر‬             ‫الحياة كالحياة النيابية‪،‬‬         ‫الصديق الأستاذ‪/‬‬
                                                                             ‫أشرف البولاقي‬
  ‫جهة‪ ..‬أن تدعوكم لحضور‬               ‫فالجميع يعلم ‪-‬ولو لم يفصح‬
   ‫الأمسية الشعرية بمناسبة‬           ‫أحد‪ -‬بما في ذلك المرأة نفسها‪،‬‬          ‫سأحاول اليوم أن أوجز كي‬
 ‫اليوم العالمي للمرأة بحضور‬          ‫أنها لا تستطيع إقناع أي ناخب‬            ‫نتفرغ للاحتفال بيوم المرأة‬
                                      ‫عربي بالثقة فيها‪ ،‬فهي امرأة!‬            ‫العالم ّي‪ ،‬ولا أُنقص البهجة‬
     ‫الشاعرات فلانة وفلانة‬                                                    ‫الاصطناعية البروتوكولية‬
‫وفلانة و و و و‪ ..‬إلخ‪ .‬و َيسع ُد‬           ‫كذلك وأنا أتمايل احتفا ًل‬       ‫لهذا اليوم! أو ّد اليوم أن أتأمل‬
 ‫الجمي ُع‪ ،‬فك ٌّل أ ّدى دوره‪ ،‬وت ّم‬      ‫بيوم المرأة العالم ّي أندهش‬       ‫معك ومع الأصدقاء بعض ما‬
 ‫الاحتفال‪ ،‬والمرأة (المستنيرة)‬                                              ‫يظنّه ح ِسنو النيّة وح ِسنا ُتها‬
                                           ‫من المبالغة في ر ّد الفعل‬      ‫أي ًضا أنه إنصاف للمرأة‪ ،‬ولعله‬
  ‫سعدت؛ فقد أخذت ح ّصتها‬                ‫عندما تفلت امرأة في ظرف‬
  ‫من الفعل الثقاف ّي الذكور ّي‪،‬‬          ‫لم يبتغ وجهها‪ ،‬ولم يلتفت‬                             ‫كذلك!‬
                                        ‫إلى استحقاقها‪ ،‬وتعمل مث ًل‬           ‫أتأمل الكوتة التي ترتضيها‬
     ‫والرجل (المستنير) أكثر‬            ‫بوظيفة طيّار‪ ،‬أو َحك ًما لكرة‬
  ‫سعادة لتع ّدد أسبابه وربما‬          ‫القدم‪ ،‬أو قاضية‪ ..‬فإذا بالدنيا‬       ‫السيدة التي فضحت متحرش المعادي‬
                                        ‫تقوم ولا تقعد بوصف هذا‬
                  ‫فرصه!‬              ‫الحدث دلي ًل تنوير ًّيا! وعاد ًة ما‬
   ‫ولا يخفى على أحد بالطبع‬            ‫يستثمر كنقطة في سجل رجل‬
‫حقيقة رأي معظم المبدعين في‬            ‫عاد ًة ما يكون مسؤو ًل كبي ًرا‪،‬‬
                                         ‫وربما يكون الأكبر! وكأن‬
       ‫إبداع معظم المبدعات‪.‬‬            ‫َمن تولٌت ذلك العمل العاد ّي‬
     ‫وأحيا ًنا أتساءل‪ :‬هل ما‬            ‫للرجال كائ ٌن ناق ُص الأهلية‬
   ‫يتهامس به البعض أحيا ًنا‬              ‫متوق ٌع فشلُه‪ ،‬فإذا به يبهر‬
    ‫عن حصول فلانة على ما‬              ‫الكوك َب وينجح في فعل يقوم‬
    ‫لا تستحقه نظ ًرا لسمات‬
    ‫غير موضوعية بالمرأة لا‬                     ‫به السادة الرجال!‬
 ‫تتعلق بمنتجها قدر ما تتعلق‬          ‫لنفترض أنني مخطئ‪ ،‬وأ ّن مثل‬
  ‫بنوعها‪ ،‬هل هذا التهامس لا‬           ‫هذه الخطوات إنجاز أو إعجاز‬
   ‫يتس ّرب إليهن؟! أم أصدق‬
                                      ‫في مل ّف المرأة‪ ،‬فهل َمن ح ّققن‬
               ‫سو َء ظنّي؟‬              ‫ذلك مجرد نماذج؟ ويعلمن‬
  ‫ستظ ّل أزمة المرأة في الواقع‬            ‫أنهن نماذج! أم أ ّن الأمر‬
 ‫العربي كما هي ما دام العقل‬               ‫ينسحب على ك ّل النساء؟!‬
  ‫العربي لا يراها إنسا ًنا‪ ،‬بل‬           ‫أي ًضا تأم ْل معي ما ُيسمى‬

                    ‫نو ًعا‪،‬‬          ‫بالأدب النسو ّي‪ ،‬وطرق عر ِضه‬
‫ومضطر أن أختتم مشاركتي‬                                  ‫وتل ّقيه‪..‬‬

     ‫الاحتفالية اليوم بأشهر‬                ‫ولو تأملت معي مواقع‬
    ‫أساليب الاحتفال العربية‬           ‫التواصل الاجتماعي منذ أول‬
     ‫بالمرأة‪ ،‬فأقول‪ :‬تحية إلى‬
     ‫كل امرأة في الكون‪ ،‬ولا‬               ‫مارس ‪-‬موسم الاحتفال‬
     ‫ننسى أن المرأة هي الأم‬                ‫النسو ّي‪ ،‬عف ًوا السنو ّي‬
    ‫والزوجة والأخت والابنة‬              ‫بالمرأة‪ -‬سيلفت نظرك عد ٌد‬
  ‫والصديقة!! سبحانه! وكأن‬                   ‫لا بأس به من الندوات‬
   ‫ذلك إعجاز أو خصوصية!‬
   202   203   204   205   206   207   208   209   210   211   212