Page 204 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 204
العـدد 31 202
يوليو ٢٠٢1 عليها ..أو ّد أن نتصارح ،لو
ُيسم ُح لي أ ْن أرتكب حماقة
جنة الدنيا ومقياس النجاح لزوجته؟! هل حررنا مفهوم التفتيش في الضمائر والنوايا
بزواجها؟ هل ستظل هي الطاعة بالأساس؟ أين مفهوم التي لا يحق لي أن أعلن أن
المقياس الوحيد للشرف معظمنا يعلم ما تنطوي عليه
العربي؟ هل سيذبح بعض الشراكة؟! أين ف ْهم ما تم تجاه المرأة! أن ُيتاح لي أ ْن
الآباء مزي ًدا من البنات توجيهه عنو ًة ِمن آيات؟ أليست أسأل ك ّل ذك ٍر عربي مث ّق ًفا
ولا تمس رقبة رجل؟ هل كان؟ أم لا؟ -وما المسؤول
هي السكن؟ فهل يستقيم بأعلم من السائل :-أراض
سيخجل الرجل من تصور عق ًل أو لغ ًة أن يسكن الأعلى -أن َت -عن قناعاتك تجاه المرأة
أنه وزوجته شريكان إلى الأقل؟! هل تتحقق المودة وممارساتك؟ أمستريح ضميرك
والرحمة بين شريكين أم بين بالفعل لأفضليّ ٍة ما تتمتّع
متساويان؟ هل سنشير إلى درجتين متفاوتتين؟ ثم َمن بكافة امتيازاتها وصلاحياتها
الأب الذي لم ينجب إلا بنا ٍت، أوهم العقلي َة العربية أن تفاوت وما هي إلا ثمرة تو ّهماتك أو
ولم يتضرر بأنه رجل عظيم الدرجات يعني إلحا َق الضرر أمنياتك ،وليس لك من شرعية
ومؤمن ورا ٍض بما قسمه الله بصاحب الدرجة الأقل؟! كيف إلا شرعية النوع الذي لم تبذل
كأنه ابتلاء؟ هل سنظل تحت َمر القرن العشرون وقد غير أي جهد للفوز به؟ وهل لو ثبتت
وجه الحياة في كافة مجالات الأفضلية لإنسان ما أو نوع ما
رحمة الجماعات الأصولية الحضارة الإنسانية ،إلا كل نتيج َة استحقا ٍق وجهد ..فهل
التي قامت بفرز وتجنيب ما يخص المرأة العربية؟ هل هذا يبرر الظلم والاستعلاء
مخصصات الذ َكر وشرعنت ستعيش قرو ًنا أخرى تنتظر والإقصاء والتهميش في كل
كون المرأة جارية؟ ولا تن َس
شيء في الحياة؟!
الطبيبة المنتحرة تخيّل معي حوا ًرا يتكرر في
ألوف البيوت العربية عندما
يح ّدث أ ٌب ما ابن َته الشابة وهي
على مشارف الزواج ،يح ّدثها
بلهجة الحكيم العاطفي المتدين
المتيقن ،عن فضل طاعة الزوج
في لحظا ٍت ملؤها الشجن،
واستعادة شريط الذكريات،
وته ّم بوادر الدموع تو ّثق
الموق َف أثناء َرد البنت بهز
رأسها حيا ًء وإيجا ًبا توثي ًقا
لشرف الأب الذي يتنهد إذ
استد ّل على أنه ع َرف كيف
ير ّبي؟! ير ّبي إنسا ًنا؟ أم َذك ًرا؟
أم جارية؟
لا أحد يحتمل الحقيقة .لا أحد
يتوقع سؤا َل :وأين طاعة الزوج