Page 209 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 209

‫‪207‬‬         ‫الملف الثقـافي‬

‫محمد أركون‬                            ‫نزار قباني‬  ‫أسامة أنور عكاشة‬                 ‫ِفعل الجنس وثقافته عندها شيئًا‬
                                                                                   ‫مختل ًفا عن نظيريهما عند الزوج‬
    ‫أه ّمها على الإطلاق‪ ،‬الذي‬           ‫الهوان الذي ينتظرنا جمي ًعا‪.‬‬               ‫أو الأب‪ ..‬ولعلك تعرف تما ًما أن‬
 ‫تم بسببه تدني وضع المرأة‬             ‫كل سنة وحضرتك طيب‪ ،‬وكل‬                        ‫ثقافة مجتمعاتنا العربية تساعد‬
  ‫ومكانتها في العقل العربي‪،‬‬
                                        ‫لحظة والمرأة العربية ساعي ٌة‬                 ‫الرج َل على نسيان ماضيه‪ ،‬في‬
     ‫والذي قلّصها تما ًما في‬              ‫إلى مزيد من الحق والخير‬                     ‫حالة تع ّر ِضه للتحرش طف ًل‪،‬‬
‫اعتبارها َمطيَّ ًة ومتع ًة ومتا ًعا!‬       ‫والجمال‪ ،‬بمناسبة اليوم‬                    ‫وهو المجتمع نفسه الذي يكاد‬
‫وإذا كنا متفقين على أن عقلية‬                        ‫العالمي للمرأة‪.‬‬                 ‫يكون مستحي ًل أن يساعد المرأ َة‬
                                                                                   ‫على نسيان موق ٍف كهذا َتعرضت‬
 ‫الوصاية لا تف ّرق بين رجل‬                    ‫(‪)32‬‬
  ‫وامرأة‪ ،‬فإن حادثة السيدة‬              ‫صديقي الأستاذ‪/‬‬                                          ‫له طفل ًة صغيرة!‬
   ‫المشار إليها كان يمكن أن‬                                                            ‫في هذه الحادثة تم على أكثر‬
   ‫تتكرر لو كان ال َمجني عليه‬             ‫عمرو الشيخ‬                                ‫من صعيد ومستوى‪ ،‬تندي ًدا أو‬
 ‫َرج ًل‪ ،‬نعم كان يمكن للفعل‬                                                        ‫تعاط ًفا أو حتى عر ًضا‪ ،‬الإشار ُة‬
  ‫نف ِسه ‪ِ -‬فعل الوصاية‪ -‬أن‬             ‫أحسن َت وقد نشر َت الصورة‬                     ‫إلى أن الرجل حا ّج أو معت ِمر‪،‬‬
 ‫يتم‪ ،‬إلا أننا يجب أن نلاحظ‬            ‫التعبيرية لجثة المرأة التي قيل‬               ‫بل تم نشر صو ٍر له‪ ،‬تؤكد ِمن‬
‫هنا أن المرأ َة تختلف درج ًة أو‬         ‫إنها طبيبة‪ ،‬والتي ماتت غيل ًة‬                ‫وجهة نظر ناشريها‪ ،‬ضرور َة‬
 ‫درجات‪ ،‬فالمرأة ‪-‬أي امرأة‪-‬‬                                                          ‫استدعاء الدين لأي سب ٍب يتعلق‬
‫مرصود ٌة أكثر‪ ،‬ومتا َبعة‪ ،‬ولن‬             ‫‪-‬منذ أيام‪ -‬مكتفيًا بتعليق‬                     ‫في الذهن‪ ،‬وهو ما يؤكد ما‬
   ‫تعدم َمن يشتهيها ويمنّي‬              ‫موجز «هذه صورة المرأة في‬                      ‫َسبق أن أشر ُت إليه مرا ٍت في‬
  ‫نف َسه بها‪ ،‬وليس أكثر أذ ًى‬           ‫العقل العربي! ت ّم التقاطها في‬             ‫قراءاتي السابقة من تورط الدين‬
‫للنفس الذكورية التي تشتهي‬             ‫وحل ّعيلّانالسسلنامص‪3‬ل‪1‬إلمىارماسي ‪1‬شب‪2‬ه‪.»20‬‬     ‫في المسائل الأخلاقية عمو ًما‪،‬‬
 ‫أن ت ِجد المش َت َهى قد انصرف‬          ‫اليقين إلى أن «الجنس» واح ٌد‬                  ‫وفي مسألة الجنس على وجه‬
‫عنها مؤث ًرا غيرها! (ولو حتى‬           ‫ِمن أهم المستويات‪ ،‬إ ْن لم يكن‬               ‫الخصوص‪ ،‬وأقصد بلفظ تو ّرط‬
                                                                                   ‫الدين‪ ،‬تو ّرط الآلية‪ ،‬وليس الدين‬
                                                                                   ‫نف َسه‪ ،‬بينما الجريمة أخلاقية في‬
                                                                                   ‫المقام الأول‪ ،‬لا علاقة لها بالدين‬

                                                                                              ‫من قري ٍب أو بعيد‪.‬‬
                                                                                     ‫وتو ّر ُط الدين ‪-‬بمعنى الآلية‪-‬‬
                                                                                      ‫هو أهم وجه من وجوه أزمة‬
                                                                                     ‫المرأة في العقل العربي‪ ،‬ولعلنا‬
                                                                                    ‫أسرفنا فيما َسبق‪ِ ،‬من الإشارة‬
                                                                                   ‫إلى اشتباكات علاقة الفكر الديني‬
                                                                                     ‫بالمرأة‪ ،‬وهي الاشتباكات التي‬

                                                                                       ‫يعت َبر ف ّضها وتحريرها أو َل‬
                                                                                     ‫خطو ٍة من خطوات البحث عن‬
                                                                                      ‫مكانة جديدة تحتلها المرأة في‬
                                                                                     ‫العقل العربي‪ ،‬وأي كلام دون‬
                                                                                   ‫فض أو تحرير هذه الاشتباكات‬

                                                                                        ‫لن يفضي إلا إلى مزي ٍد من‬
   204   205   206   207   208   209   210   211   212   213   214