Page 208 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 208
العـدد 31 206
يوليو ٢٠٢1
نفسك أنت ،وهو الذي َدفعك ومحاضرات تتحدث عن أي ًضا هناك لفتة مؤثرة أن ينشر
إلى تناول الاحتفال بهذه نجاحات المرأة وما َحققته من أحدهم صورة أ ِّمه ويرفق بها
المرارة ،لكنه أب ًدا لن يكون «عطيات دكروري عبد الحفيظ
إنجازات.
-الألم والأذى -نفسه الذي لا اللافت للنظر أن بلا َدنا ال َجل ْنطاوي!» مشي ًرا إلى عظمة
أشك لحظ ًة أنه اعتمل زلاز َل الإسلامية والعربية لم تلك السيدة.
وبراكين في نفوس المرأة تصنع شيئًا على الإطلاق ،لا
العربية وهي تتأمل المشهد، مؤسسات المجتمع المدني ،ولا سأحتفل بالمرأة ..بحبيبة،
وهي تقرأ الكتابات التي حتى المنظمات ال َمعنية بالمرأة،
تحتفل بها ،بينما هي مع َت َقل ٌة ولا حتى على المستوى الرسمي وفريدة ،وليلى ،يوم يعشن في
تبمعاد ًماسفايعاال ٍتعققلليلوةال ِمضنمنيهرا!ية الذي كان يهتم في سنوا ٍت
اليوم العالمي للمرأة 2021في سابقة بالشو والاستعراض، مجتمع يتعاملن فيه ويعاملهن
التاسع من مارس ،اشتعلت حتى هذا المستوى لم يشهد
الذاكرة وهي تستدعي ما أي احتفالية من أي نوع ،فقط بوصفهن إنسا ًنا لا امرأة ،وأنهن
حدث منذ عشر سنوات من تم تسوية عدد من المحاضرات مراقبة أو اختبار، ل ْسن محل
انتها ٍك صار ٍخ لكل معاني والندوات على الأوراق في بعض منعِ ،من أي جهة أو منح أو
الإنسانية ،ممثل ًة في الإناث أنشطة الهيئة العامة لقصور
اللائي َت َعرضن ِلا ًس ّمي الثقافة ،ولعل شيئًا مثل ذلك ذكورية ،مهما كان شأنها بسبب
بـ»كشوف العذرية»! تم في أماك َن ومواقع أخرى
Do you have a good على استحياء شديد ،دون أن نوعهن .سأحتفل بالمرأة عندما
?memory يكون هناك احتفال عام تدعمه
كان ألم ذكرى كهذه كافيًا الدولة التي تفخر وتتباهي أن تنتهي سلطة رجال ماتوا منذ
ج ًّدا لتجدد الأحزان ،لكن في حكومتها أكثر ِمن سبع
متى كنا قادرين على أن عشرات القرون بعدما اجتهدوا
نكتفي بأحزاننا القديمة؟! وزيرات!
َتف ّجرت فجأة في اليوم نفسه أتفق معك تما ًما في أن مواقع ق ْدر فهمهم وعصرهم ،ومن
قضية الرجل الذي تح ّرش التواصل الاجتماعي شهدت أجل سلطة منتفعين آخرين
بطفلة ،الطفلة التي ستصبح
امرأ ًة يو ًما ما ،صحيح أن مظاهرا ِت ح ٍب وتقدير، يتم تقديس منتجهم المحنط منذ
التحرش جريم ٌة لا تف ّرق بين كاد بعضها أن يقدم نف َسه
أن يكون المتح َّرش به َذ َك ًرا فدا ًء للمرأة! وأن معظم هذه قرون.
أو أنثى ،لكنني أظنك تعرف المظاهرات َصدرت عن هؤلاء
مثلي أن التحرش بالإناث الذين يقولون ما لا يفعلون، ()31
أكث ُر انتشا ًرا ،ولا أعرف إذا أو يكتبون ما لا يعتقدون.. صديقي الأستاذ/
كن َت ستفهمني عندما أؤكد لكنني رغم كل ذلك لس ُت ضد
لك أن التحرش بالأنثى أش ّد الاحتفال باليوم العالمي ،ولا عمرو الشيخ
أذ ًى وضر ًرا ،أم لا! فالتجربة أيرذا ّكهرنماادبةف للضاسئخحنرايةو،جَحرا ْئسبمهناأ،نه
مع الأنثى أكثر قسو ًة؛ لأنها ل َحعل ْنسابهب أحناهجيٍةعإ ّرليىناذألمكا،ممأنهفماسيناك،ن أوجز َت في قراءاتك السابقة
حجم الألم والأذى الذي يمكن لمشهد المرأة في العقل العربي،
زوجة وأ ّم في المستقبل ،يش ّكل أن يعتمل داخل نفوسنا ،داخل
كما تقول ،لأنك لم ت ِرد أن
تفسد البهج َة الاصطناعية
للاحتفال باليوم العالمي للمرأة!
وذهب َت تتأمل بعض الظواهر
والممارسات ،وتتساءل حولها.
وأظن ألا حرج في الاحتفال،
ولا تثريب في مشاركة العالم
احتفاله ،ولعلك ستتفق معي
أن العالم الآخر الذي لا ننتمي
إليه احتفل احتفا ًل حقيقيًّا
بهذا اليوم ،لعلك قرأت عن
مسيرا ٍت احتفالية ،أو مهرجانات
استعراضية ،أو ندوات