Page 211 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 211

‫الله عز وجل اشترط العدل‪ ،‬عد َل الزوج‬                                 ‫تحديثية على مستوى الآلات أو‬
 ‫بين زوجاته‪ ،‬ولكنه عز وجل يرى أن‬                                       ‫البناء أو وسائل التكنولوجيا‬
  ‫ذلك لن يحدث "ولن تستطيعوا أن‬
   ‫تعدلوا بين النساء ولو َحَرصتم‪"..‬‬                                  ‫أن تقضي على الأزمة الأخلاقية‬
  ‫وبما أن مصالح العباد مقدمة على‬                                      ‫التي تعاني منها مجتمعاتنا‪ ،‬ما‬
‫َمضارهم‪ ،‬ولا مجال للمقارنة بالأساس‬                                   ‫دامت الأنثى مسته َدفة كفريسة‪.‬‬
‫بين ضدين؛ فإ ّن تضرر المرأة من غياب‬                                   ‫ليس أ ْث َقل عليّ وأنا أناقش معك‬
‫العدل ينفي شرط إباحة الزواج الثاني‬                                    ‫ما أناقش‪ ،‬أن نكون مضطر ْين‬

         ‫وينسفه ِمن الأساس‬                                              ‫‪-‬أنت وأنا م ًعا‪ -‬إلى الحديث‬
                                                                       ‫عن (الأنثى) باعتبارها المقابل‬
  ‫الكثيرين!‪ -‬سلطته‪ :‬زوجه‪،‬‬           ‫في الهوس ْين اللذين يشغلان‬         ‫للذ َكر‪ ،‬أو الحديث عن (المرأة)‬
 ‫أخته‪ ،‬ابنته‪ ،‬والدته ربما‪ ،‬أي‬     ‫حيّ ًزا ضخ ًما في العقل العرب ّي‪:‬‬    ‫باعتبارها المقابل للرجل‪ ،‬رغم‬
                                                                      ‫أن هناك أزما ٍت يعانيها كلاهما‬
   ‫امرأة عابرة في الطريق أو‬        ‫الدين ّي‪ ،‬والجنس ّي‪ ..‬وأختلف‬       ‫(الإنسان) وهي أزمات الحرية‬
 ‫العمل هي بلا شك خاضعة‬               ‫معك في استخدامك مفردة‬
‫لسلطة ذكورية ما في منطقتنا‬           ‫«يعاني» في قولك‪( :‬يعاني‬             ‫والديمقراطية‪ ،‬والشوق إلى‬
                                     ‫العقل العربي من هوسين‪،‬‬           ‫العدل والمساواة‪ ،‬في ظل أنظم ٍة‬
           ‫العربية النادرة‪.‬‬            ‫الهوس الديني‪ ،‬والهوس‬          ‫عربية نجحت تما ًما بسياساتها‬
   ‫فدرجة تدين هؤلاء وحدة‬            ‫الجنسي وكلاهما متحالفان‬          ‫وآلياتها وتحالفاتها المع َلنة وغير‬
  ‫قياسها الحقيقية هي مدى‬                                               ‫المع َلنة مع تيارات الرجعية في‬
 ‫انصياع امرأة ما في سلطته‬         ‫ضد المرأة) لتصوري أن هذين‬           ‫ج ّرنا جمي ًعا لمستنقع الثنائيات‬
‫لأوامره ونواهيه وضوابطه‪،‬‬           ‫الهوسين وذاك التحالف إنما‬
                                    ‫المرأة وح َدها هي َمن تعاني‬          ‫هذا‪ ،‬فتار ًة ِفتنة طائفية بين‬
    ‫دون نقاش‪ ،‬استنا ًدا إلى‬            ‫منه فقط‪ ،‬بل تدفع كامل‬            ‫مسلمين ومسيحيين‪ ،‬وتارة‬
 ‫صلصال تأويلهم النصوص‬               ‫فاتور ِته وح َدها‪ ،‬دون أدنى‬      ‫حروب ومواجهات بين معتدلين‬
  ‫ومن ثم استنباط أحكام ما‬         ‫مشاركة في أي ربح أو فائدة!‬            ‫ومتطرفين‪ ،‬وتارا ٍت حوارات‬
 ‫يظنونه الشرع أو يريدونه!‬            ‫فالتدين الشكلاني العرب ّي‬       ‫ونقاشات حول المرأة والرجل‪..‬‬
                                      ‫‪-‬وليس لي شأن بالتدين‬
     ‫أ ّما الهوس الثاني وهو‬        ‫الصحيح قو ًل وفع ًل‪ -‬هو في‬                      ‫كما نفعل الآن!‬
  ‫الجنس ّي‪ ،‬فالمرأة أي ًضا هي‬       ‫حقيقته ممارسات سلطوية‬
‫التي تس ِّد ُد ك ّل فواتيره‪ ،‬دون‬       ‫ذكورية تصدر من َذ َكر‬                 ‫(‪)33‬‬
  ‫أي يكون لها أي حق‪ ،‬ولو‬           ‫تجاه أنثى تحت ‪-‬وما أدراك‬            ‫الصديق الأستاذ‪/‬‬
  ‫حتى احترام رغباتها‪ ،‬وإلا‬            ‫ما دلالات تحت في عقلية‬            ‫أشرف البولاقي‬

    ‫تلعنها الملائكة‪ ،‬كما يريد‬                                           ‫«إلى كل امرأة عربية صارت‬
‫هؤلاء الذكور أن يتوهموا أو‬                                              ‫أ ًّما‪ ،‬أو تنتظر‪ ،‬أو لم يحالفها‬

                                                                           ‫النصيب‪ :‬كل عام وأن ِت‪..‬‬
                                                                     ‫عف ًوا‪ ..‬أقصد أتمنى أن تصبحي‬
                                                                      ‫طيبة بالفعل وبخير في القريب‬
                                                                     ‫العاجل‪ ،‬أو القريب غير العاجل‪،‬‬
                                                                      ‫أو العام القادم‪ ،‬أو في أي زمن‬

                                                                                         ‫قادم»‪.‬‬
                                                                         ‫تما ًما أتفق معك يا صديقي‬
   206   207   208   209   210   211   212   213   214   215   216