Page 212 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 212

‫العـدد ‪31‬‬          ‫‪210‬‬

                                                                  ‫يوليو ‪٢٠٢1‬‬               ‫ُيضلوا بالتأويل‪.‬‬
                                                                                ‫ناهيك عن الضوابط الأخلاقية‬
‫كلمتك‪ ..‬كلمتها‪ ..‬كلمة بنوتتك‬           ‫سأفكر معك يا صديقي‬
                ‫الصغيرة‪.‬‬            ‫بصو ٍت عا ٍل‪ ،‬وبلهج ٍة عامية‬                  ‫الوهمية التي توضع للمرأة‬
                                  ‫فيما أود قوله لذكور المستقبل‬                   ‫العربية حتى في غرفة نومها‬
 ‫إنت مش داخل معركة وعايز‬           ‫من شبابنا‪« :‬لو ناوي تعامل‬                   ‫مع زوجها‪ .‬فضر ٌب ِمن الخيال‬
‫تنتصر‪ ،‬انتصارك الحقيقي في‬                                                       ‫أن تبادر‪ ،‬أو تص ّرح بقول ما‪،‬‬
‫انتصار مراتك وولادك‪ ،‬حاول‬             ‫المرأة على إنك الأسد اللي‬                  ‫أو بعض الأفعال وإلا كانت‪..‬‬
                                    ‫هيشكمها‪ ،‬أو البودي جارد‬
  ‫تكون المُخرج إذا لزم الأمر‪،‬‬      ‫اللي هيحميها‪ ،‬أو الكريم اللي‬                     ‫حاشا لله‪ ..‬لا لا‪ ..‬نساؤنا‬
  ‫والمخ ِرج الناجح لازم يكون‬     ‫هيتعطف عليها‪ ..‬فنصيحة مني‬                        ‫عفيفات راضيات صامتات‪..‬‬
 ‫عنده نجوم أبطال‪ ،‬لكنه مش‬            ‫لك‪ ،‬خليك في حالك وسيب‬                      ‫باختصار‪ ..‬أوعية ص ّماء لِ َذ َكر‬
                                   ‫بنات الناس في حالها‪ ،‬وظبّط‬                 ‫يدعمه المجتمع والعرف والتأويل‬
          ‫بيظهر في الكادر‪..‬‬          ‫وعيك الأول من الأساس‪..‬‬
     ‫المركب اللي ليها ريسين‬      ‫لكن لو ربنا بارك لك في وعيك‬                              ‫الأعور للنصوص‪.‬‬
   ‫بتغرق‪ ..‬صح‪ ..‬أنا معاك‪..‬‬        ‫وعرفت إنك عايش مع شريك‬                           ‫فإذا ما انتقل ُت إلى ما أثر َته‬
   ‫إلا البيت‪ ..‬لازم يكون فيه‬     ‫لحياتك زيه زيك‪ ،‬بل إنه متميز‬                     ‫‪-‬أنت‪ -‬عن التح ّرش‪ ،‬فنحن‬
  ‫ريسين‪ ..‬الزوج والزوجة‪..‬‬          ‫بإنك رحت واتقدمت وطلبت‬                       ‫للأسف يغيب عنا بديهة‪ ،‬وهي‬
‫وافتكر كويس‪ ..‬إن البيت اللي‬                                                    ‫أن قطرة د ٍم تدل على الفصيلة‪،‬‬
    ‫بيفقد الأب‪ ..‬بيت حزين‪..‬‬            ‫وانتظرت الموافقة‪ ،‬فمش‬                   ‫أو أن وجود حشر ٍة ما في مكا ٍن‬
   ‫لكن البيت اللي بيفقد الأم‪..‬‬      ‫معقول عقلك يصور لك إن‬                        ‫ما فهذا يعنى احتمالية وجود‬
  ‫مش بيت أسا ًسا‪ ..‬كمان ما‬       ‫إنسان وافق على إنسان ‪-‬وكان‬                        ‫المئات منها في نفس المكان‬
 ‫تنساش النهاردة تحدي ًدا ‪21‬‬        ‫يقدر يرفضه‪ -‬عشان يتحكم‬                          ‫لسرعة تكاثرها‪ .‬وأعني أن‬
  ‫مارس وأنت بتكتب بوست‬                                                        ‫حوادث التحرش التي ُيع َلن عنها‬
   ‫عن أمك غالبًا بيكون ُمحن‬                     ‫فيه ويقرفه‪.‬‬                    ‫ليست إلا نسبة ضئيلة ج ًّدا مما‬
 ‫وبتاخد بيه بنط قدام الناس‪،‬‬      ‫انس حكاية إنك تطبّعها بطبعك‪،‬‬                  ‫تتعرض له الأنثى منذ طفولتها‬
    ‫ما تنساش وأنت بتبوس‬                                                         ‫في واقعنا المتربص بها‪ .‬كل ما‬
  ‫إيد أمك وبتديها الهدية إنها‬        ‫وإنك تصبر عليها لغاية ما‬                     ‫هنالك أن حادثة ما اك ُت ِشفت‬
 ‫امرأة في مجتمع حطها درجة‬            ‫تفهمك‪ ..‬ليه؟ هو حضرتك‬                     ‫بالصدفة‪ ،‬أو أن فتاة ما تجرأت‬
‫تانية‪ ،‬وحبسها في يوم عشان‬           ‫أرسطو مث ًل‪ ..‬وليه أسا ًسا‬                 ‫وقررت أن تواجه المجتمع الذي‬
‫يحتفل بيها ظاهر ًّيا‪ ،‬والمجتمع‬   ‫تلغي طبعها‪ ..‬ليه؟! ياريت تفكر‬                 ‫غالبًا سيتراوح رد فعله ما بين‬
‫ده معظمه في الحقيقة بيتطهر‬        ‫في إنك إنسان‪ ،‬وتحاول داي ًما‬                ‫مشككك في حقيقة حدوثها حينًا‪،‬‬
    ‫وهو بيعلن عن ِبره قدام‬       ‫تثبت إنسانيتك وتتشرف بيها‪،‬‬                      ‫وبخاصة لو كان مظهرها لا‬
                                 ‫وتنسى على أد ما تقدر موروث‬                   ‫يروق المجتمع‪ ،‬وربما يع ّرض بها‬
                  ‫الناس»‪.‬‬        ‫كلمة راجل اللي هيرن في ودانك‬                   ‫حينًا‪ ،‬وربما يح ّملها مسؤولية‬
                                  ‫في اليوم خمسين مرة‪ ،‬وانس‬                     ‫إثارة المتحرش بها! وناد ًرا ج ًّدا‬
       ‫(‪)34‬‬                         ‫كمان إنك س ْبع البرمبة اللي‬                 ‫ما ينصفها ‪-‬إ ْن َفعل أسا ًسا‪.-‬‬
  ‫صديقي الأستاذ‪/‬‬                  ‫لازم يحكي لوالدته ولصحابه‬                       ‫كل هذا نابع عندي من أزمة‬
                                   ‫ع القهوة كل بطولاته ك َذ َكر‪.‬‬                    ‫الوعي‪ ،‬ولا وعي يشارف‬
    ‫عمرو الشيخ‬                       ‫ويا ريت تشيل من دماغك‬                      ‫الصحة والصواب بدون تعليم‬
                                  ‫السؤال التاريخي الحنجوري‪:‬‬                       ‫حقيقي وحرية حقيقية غير‬
       ‫(‪*)1‬‬                         ‫أنا عايز أعرف يا ست هانم‬
                                  ‫هي كلمة مين اللي هتمشي في‬                           ‫ممنوحة ولا مشروطة‪.‬‬
                 ‫أنا أنثى‪..‬‬       ‫البيت ده؟ لأن الإجابة الصح‪:‬‬
                                    ‫الكلمة الصح‪ ..‬سواء كانت‬
                  ‫أنا أنثى‬

           ‫نها َر أتي ُت للدنيا‬
        ‫وجدت قرا َر إعدامي‬
       ‫ولم أ َر باب محكمتي‬
   207   208   209   210   211   212   213   214   215   216   217