Page 199 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 199

‫المرأة ‪-‬أي امرأة‪ -‬مرصود ٌة أكثر‪ ،‬ومتا َبعة‪،‬‬                                         ‫الإنصاف‪.‬‬
‫ولن تعدم َمن يشتهيها ويمّني نف َسه‬                                 ‫هذا الإنصاف أول ما يستوجبه‬
 ‫بها‪ ،‬وليس أكثر أذ ًى للنفس الذكورية‬                              ‫في ظنّي المتواضع هو أن نتعامل‬
                                                                    ‫مع المرأة بوصفها النوعي؛ كي‬
   ‫التي تشتهي أن ت ِجد المشَت َهى قد‬
‫انصرف عنها مؤثًرا غيرها! (ولو حتى على‬                                 ‫لا نصدم رؤوسنا بصخرة‬
                                                                     ‫الواقع البيولوج ّي والتاريخ ّي‬
 ‫سبيل الظن) لهذا يكون العقاب أش ّد‬
‫وأنكى‪ ،‬وتعتمل في النفس ساع َة تنفيذ‬                                       ‫والمجتمع ّي ‪-‬على تنوع‬
                                                                  ‫المجتمعات‪ -‬وصخرة إرادة المرأة‬
 ‫العقاب أسبا ٌب ودوافع مختلطة‪ ،‬منها‬                               ‫ذاتها‪ ،‬ولو أعلنت بعضهن خلاف‬
‫ما هو ديني‪ ،‬وما هو مجتمعي‪ ،‬وما هو‬
                                                                                         ‫ذلك‪.‬‬
                   ‫أخلاقي‬                                           ‫وندرك اختلافها الحقيق ّي عن‬
                                                                    ‫الرجل في‪ :‬الاهتمامات‪ ،‬وطرق‬
  ‫هي جديرة أن ُتن َصف فيه‪،‬‬        ‫أيهما أكثر استقرا ًرا؟ وأيهما‬     ‫التفكير‪ ،‬والمشاعر‪ ،‬والقدرات‪،‬‬
   ‫والمساواة فيما هي جديرة‬         ‫يفوز برقابة المجتمع و َج ْلده‬     ‫والحديث‪ ..‬في الحراك ما بين‬
    ‫أن تتساوى فيه‪ ،‬كنا أكثر‬      ‫بسوء الظن؟ وأيهما يفوز بكل‬           ‫العرض والمبادرة‪ ..‬في إعادة‬

               ‫موضوعية؟‬              ‫التعاطف والاستثناءات؟‬             ‫النظر في كيفية رد الاعتبار‬
  ‫المجتمعات التي َتمنح الذ َكر‬     ‫انظ ْر إلى المجتمع وهو يحث‬       ‫إلى المرأة في قدراتها في تح ّمل‬
                                 ‫الأرم َل على الزواج‪ ،‬ويبحث له‬
     ‫حق التعليم‪ ،‬وتمنعه عن‬         ‫عن عروس‪ ،‬ونفس المجتمع‬              ‫المسؤولية ‪-‬مقارن ًة بالرجل‬
   ‫الأنثى‪ ،‬هل نستخدم معها‬         ‫يتفرغ لجلد الأرملة لو ه ّمت‬     ‫تحدي ًدا‪ -‬شريط َة أن نتساءل‪ :‬ما‬
                                                                   ‫حكمة أن إنتاج إنسا ٍن جديد إلى‬
      ‫الإنصا َف أم المساواة؟‬           ‫بالتفكير في ذات الأمر!‬
  ‫التعبير عن الرأي‪ ،‬هل يبدو‬                                         ‫الوجود يعني اقتسا َم لحظا ِت‬
                                        ‫(‪)25‬‬                         ‫متع ٍة عابرة بين شريكين‪ ،‬ثم‬
        ‫إنصا ًفا أم مساواة؟‬       ‫صديقي الأستاذ‪/‬‬                  ‫تنتهي مهمة الرجل‪ ،‬لتبدأ مشقة‬
 ‫مفهوم الحريات بصف ٍة عامة‪،‬‬                                         ‫المرأة تسعة أشهر‪ ،‬تليها قرابة‬
‫هل َيدخل في باب الإنصاف أم‬          ‫عمرو الشيخ‬
                                                                             ‫السنتين بعد ذلك؟!‬
           ‫في باب المساواة؟‬        ‫لا أظنني أخالفك في مسألة‬            ‫ثم يأتي ابن المتعة العابرة‬
    ‫إذا كانت هناك مساحا ٌت‬      ‫الإنصاف تلك‪ ،‬نعم هو إنصاف‬              ‫والمشقة الدائمة لينحاز إلى‬
    ‫صالحة لمفهوم الإنصاف‬        ‫المرأة‪ ،‬لك ّن قولك «هو الإنصاف‬
   ‫فلا بأس‪ ،‬ليكن جهدنا كله‬       ‫لا المساواة»‪ ،‬على إطلا ِقه هكذا‬                       ‫المتعة‪..‬‬
  ‫في الدعوة إلى إنصافها‪ ،‬لكن‬                                            ‫أي خل ٍل هذا يا صديقي؟!‬
 ‫ق ْصر مشكلة المرأة في إقصاء‬        ‫يحتاج ِمنا إلى وقف ٍة للفهم‪،‬‬   ‫لتكن نقطة تح ّمل المسؤولية هي‬
   ‫مفهوم المساواة نهائيًّا فيه‬              ‫وليس للخلاف‪.‬‬           ‫منطلقنا ‪-‬لو أردت مشاركتي يا‬
  ‫ظل ٌم شديد لها‪ ،‬فثم َة حقوق‬                                      ‫صديقي‪ -‬في إعادة الاعتبار إلى‬
     ‫تتساوى فيها تما ًما مع‬       ‫أليس لو قلنا الإنصاف فيما‬        ‫المرأة‪ .‬انظ ْر إلى دفاتر الحضور‬
                                                                         ‫والانصراف في المصالح‬
                                                                  ‫الحكومية‪ ،‬تاب ْع أداءات الموظفين‬
                                                                      ‫والموظفات‪ ،‬وقار ْن َمن أكثر‬
                                                                   ‫التزا ًما ودقة؟ انظ ْر إلى البيوت‪،‬‬
                                                                    ‫وقا ِرن بين بيتين أحدهما فق َد‬
                                                                    ‫الأب‪ ،‬والآخر فق َد الأم‪ ،‬وانظ ْر‬
   194   195   196   197   198   199   200   201   202   203   204