Page 196 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 196
العـدد 31 194
يوليو ٢٠٢1 يتجبّر محتميًا بحصانة فه ِمه
للنص!
الممارسة الحياتية ،وعلى أفكار ()23
الاستقراء والتجريب وفكرة صديقي الأستاذ/ ما أكث َر البيوت التي يغيب عنها
تغليب المصالح. الدين! وما أكثر الرجا َل الذين
أ َّما سؤالك عن إسهامات عمرو الشيخ
المرأة في الشعرية العربية، يف ّرطون في تكليفات الدين،
فهو السؤال ،وق ْبل محاولة نعم ،العقل العربي ،كما لكنهم يستدعون منه على قدر
بذل الجهد في الإجابة عنه، تفضل َت بالقول ،انتقائي، حاجتهم في التسلّط على امرأ ٍة،
أقول لك لعلّنا متفقان على يختار ما يتناسب مع لحظتِه
أن السؤال ممتد للأدب التاريخية و ُيظ ِهره و ُيعليه مستغلين حصان ًة ي ّدعونها،
والفنون عمو ًما ،وليس و ُيص ّدره ،أو يختار ما ينا ِسب متغافلين تع ُّس ًفا وجه ًل عن
قاص ًرا على الشعر ،ولعلك خلفاءه وح ّكامه وأمراءه المودة والرحمة اللتين ينبغي
تعرف -كمثال -أن عدد وملوكه وسلاطينه ورؤساءه، وجودهما بين زوجين شريكين،
الحاصلات على جائزة نوبل
يتجاوز الخمسين امرأة، فيخلعه عليهم. وليسا سي ًدا وتابعه.
وعدد الحاصلات عليها في وربما كان و ْضع المرأة واح ًدا هنا أتحسس كلماتي وأنا
مجال الأدب قد يصل إلى ِمن أهم مختاراته تب ًعا لظروفه، أصوغ اتها ًما للعقل العربي
اثنتي عشرة امرأة ،ليس ِمن ففي فترات إطلاق الدعوة إلى -مع إقراري بالاستثناءات التي
بينهن امرأة عربية واحدة! إنصاف المرأة تتصدر المشه َد تثبت القاعدة -أنه عقل انتقائي،
وتكفي نظرة واحدة لبلدان دعاوى وآيات وأحاديث تؤكد وانتقاؤه هذا ليس مبنيًّا على
اللواتي َحصلن على الجائزة وترسخ لفكرة الإنصاف (رف ًقا أسباب منطقية للتبنّي أو الترك،
(السويد ،شيلي ،اليابان، بالقوارير ،أ ّمك ثم أ ّمك ثم أ ّمك، بل على أسباب ترتبط بهوى
إيطاليا ،النرويج ،الولايات
المتحدة الأميريكية ،المملكة خذوا ِنصف دينكم من هذه النفس!
المتحدة ،إسبانيا ،جنوب الحميراء ،المرأة نصف المجتمع، من هنا ُحجبت حقيقة كثير من
أفريقيا ،بولندا ،ألمانيا ،كندا، النساء شقائق الرجال ..إلخ). النصوص التي أقرت التفاوت،
النمسا ،بيلاروس) .هذه
النظرة مهمة لنعرف طبيعة وهو العقل نفسه الذي يدير ومن قبله أقرت الإنصاف،
هذه الدول وثقافتها وموضع المؤش َر في فترات الضغط على وصار مجرد الاقتراب من تلك
المرأة فيها ،خاص ًة إذا أشرنا المرأة ،لتتصدر المشه َد دعاوى التأويلات أو التعامل مع النص
إلى بديهية معروفة ،وهي أن وآيات وأحاديث أخرى نقيضة
الأدب ليس بحاج ٍة إلى قوة أو تما ًما (ناقصات عقل ودين، بوصفه خطابا حيًّا مواكبًا
عضلات ،ولا هو بحاجة إلى صار هذا هد ًما للثوابت .وأعود
الخروج للشوارع والميادين، لعنتها الملائكة حين تمسي، وأكرر أن المرأة ،مع الاستنكار
لكنه قرين الهدوء والإقامة وللرجال عليهن درجة ،رجل والأسف ،كانت شري ًكا في تلك
ومن َثم الكتابة ،فما الذي وامرأتان ،الرجال قوامون على الجريمة العنصرية الإقصائية.
يمنع هنا إسهامات المرأة في
مجتمعاتنا؟! النساء ..إلخ). حدثتنا يا أستاذ أشرف في
لا شك أن الأدب يحتاج إلى متف ٌق معك تما ًما في هذا، مقالاتك السابقة عن ِشعر الغزل
أكثر مما َذكرنا آن ًفا ،وهذا ولع ِّل مطمئن ج ًدا إلى ذلك
الوصف الذي أطلقه أحدهم كثي ًرا ،فاسمح لي أن أسألك
على العقل العربي باعتباره سؤالين يبدوان خارج الإطار:
عق ًل فقهيًّا ،بمعنى أنه تأسس أين إسهام المرأة في الشعرية
وتك ّون وعيه على ال ِفقه أكثر
من تأسيسه وتكوينه على العربية؟
وأين إسهام الشاعرات -على
ندرتهن -في شعر الغزل؟!