Page 194 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 194

‫العـدد ‪31‬‬                                ‫‪192‬‬

                                                  ‫يوليو ‪٢٠٢1‬‬                              ‫سلاح‪ ،‬بل بباقات الورود‬
                                                                                      ‫مث ًل‪ ،‬دون أدنى تأ ّمل للغزوات‬
‫لها‪ ،‬في حين أن النص كان أكثر‬                                          ‫الصدر‪.‬‬
            ‫وضو ًحا وأمانة‪.‬‬                          ‫وقصدي من كلامي السابق‬                           ‫والفتوحات‪.‬‬
                                                      ‫أ ّن هناك أنا ًسا حسني النيّة‬    ‫تذ ّكر صديقي القارئ أ ّن هذا‬
‫وأ ّنه ليس مته ًما كي ندافع عنه‪،‬‬                   ‫افترضوا أن فكرة كون السيف‬            ‫ليس موضوعنا‪ ،‬لكنّه مج ّرد‬
  ‫ك ّل ما هنالك أ ّن البعض جهل‬                        ‫أحد السبل لانتشار الدعوة‬
                                                      ‫شديدة العيب‪ ،‬وتعد نقيصة‬                 ‫تمهيد ِلا أو ّد طرحه‪.‬‬
‫مفهوم الإنصاف المتسع وا ّدعى‬                      ‫وتهمة باطلة مضلّة ينبغي نفيها‬        ‫فالإسلام شأنه شأن أي دين‬
 ‫مفهوم المساواة ضار ًبا عرض‬                                                          ‫أو فكرة كبرى‪ ،‬قد انتشر بكافة‬
‫الحائط بتباين النوعين الذي لم‬                                 ‫عن ديننا الحنيف‪.‬‬
                                                     ‫وتذ ّكر صديقي القارئ أ ّنني‬                       ‫الوسائل‪.‬‬
        ‫ينكره النص القرآني‪:‬‬                        ‫قل ُت أحد السبل‪ ،‬وليس السبيل‬       ‫وقبل أن تفكر صديقي القارئ‬
   ‫ب«املارفجا ّضللقا ّولاّلموبعن عضلهىمالنعلىساء‬                                       ‫في اتهامي أو استتابتي تذ ّكر‬
‫بعض وبما أنفقوا من أموالهم»‪.‬‬                                         ‫الوحيدة‪.‬‬
                                                         ‫بنفس المنطق ‪-‬لو تقبّلت‬          ‫أ ّنني موحد بال ّل ع ّز وج ّل‪،‬‬
     ‫(النساء‪« ،)34 :‬وللرجال‬                          ‫مشكو ًرا فرضيتي السابقة‪-‬‬          ‫مؤمن بخاتم المرسلين محمد‬
‫عليهن درجة»‪( .‬البقرة‪.)228 :‬‬                                                          ‫ص ّل ال ّل عليه وسلّم‪ ،‬وأ ّنني أنا‬
                                                              ‫تعاملنا مع المرأة‪.‬‬     ‫شخصيًّا تع ّرض ُت أمامك‪ ،‬وربما‬
    ‫«واستشهدوا شهيدين من‬                           ‫فمنذ أربعة عشر قر ًنا انشغلت‬      ‫منك لاتهامات متن ّوعة بالانتماء‬
  ‫رجالكم فإن لم يكونا رجلين‬                                                             ‫الدين ّي الأصول ّي لدفاعي عن‬
 ‫فرج ٌل وامرأتان ممن ترضون‬                            ‫الأجيال بمقولة إن الإسلام‬          ‫الأزهر حينًا‪ ،‬أو دفاعي عن‬
 ‫من الشهداء أن تض ّل إحداهما‬                       ‫أنصف المرأة‪ ،‬ولا بأس لد ّي في‬       ‫المسلمين المستضعفين في أ ّي‬
                                                                                      ‫مكا ٍن على سطح الأرض‪ ،‬ولكن‬
     ‫فتذ ّكر إحداهما الأخرى»‪.‬‬                        ‫ذلك‪ ،‬لكن البأس كلَّه لد ّي في‬
    ‫(البقرة‪ )282 :‬وغيرها من‬                         ‫خل ٍط عجي ٍب مؤ ّداه الخلط بين‬        ‫لا بأس؛ فقد اعتد ُت ذلك‪،‬‬
‫الأمثلة الكثيرة في القرآن الكريم‬                   ‫مفهومي الإنصاف والمساواة‪،‬‬                   ‫اعتد ُت تل ّقي الاتهام‬
                                                     ‫مما ترتب عليه إ ّما غض‬                      ‫بالشيء ونقيضه‬
        ‫الذي لا يأتيه الباطل‪.‬‬                       ‫الطرف عن النصوص‬                                  ‫بنفس سعة‬
   ‫واستدلالي بتلك الأمثلة ليس‬                         ‫الواضحة‪ ،‬وإ ّما‬
  ‫مبعثه ‪-‬حاشا لله‪ -‬أنني أقيم‬                      ‫التأويل المتع ّسف‬
   ‫ح ّجة على كتاب الله المحكم‪،‬‬

  ‫كيف‬
‫كــنا وكيـــ‬
‫أصبحنـــــ‬
   189   190   191   192   193   194   195   196   197   198   199