Page 189 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 189

‫‪187‬‬               ‫الملف الثقـافي‬

‫سانا مارين رئيسة‬  ‫إرنا سولبرغ رئيسة‬  ‫أنجيلا ميركل رئيسة‬                   ‫من الرجل أو وصاية؛ فالمانح‬
   ‫وزراء فنلندا‬     ‫وزراء النرويج‬       ‫وزراء ألمانيا‬                      ‫من حقه أن يمسك أو يسلب‪.‬‬
                                                                         ‫ولكن اسمح لي صديقي الكريم‬
 ‫بالفتيات تسميا ٍت محببة‪ ،‬بد ًءا‬    ‫والتذكير بأ ّن الله غفور رحيم‪،‬‬          ‫أن أتم ّسك بطرحي في مقالي‬
‫من فلانتينو‪ ،‬مرو ًرا بدونجوان‪،‬‬       ‫وسرد قصص المذنبين الذين‬              ‫السابق وهو أن المرأة والرجل‬
                                     ‫تاب الله عليهم ليتوبوا‪ ،‬حتى‬          ‫مختلفان بالفعل‪ ،‬وحديثي عن‬
    ‫ف َش ِقي‪ ،‬فخلبوص‪ ،‬فعفريت‬       ‫نصل إلى قاتل المائة نفس! تخيل‬
                      ‫كبير!‬         ‫يا صديقي‪ ،‬قتل مائة نفس ولم‬               ‫هذا الاختلاف الذي أزعمه‬
                                      ‫ُيحرم رحمة الله‪ ،‬فهل تفوز‬             ‫لا يعني إعلاء للذكورة‪ ،‬ولا‬
  ‫بينما شريكة نفس الخلبوص‬             ‫امرأة النزوة بنفس عروض‬               ‫انتقا ًصا من الأنوثة‪ ،‬ولا نفي‬
    ‫الشقي َت َصالح المجتمع على‬        ‫الرحمة التي ق ّدمها الحكماء‬
        ‫تسميتها (شرموطة)!‬          ‫الأتقياء لشريكهم في الذكورة؟!‬                ‫الإنسانية عن كليهما‪..‬‬
      ‫انزعج َت صديقي القارئ‬                                                ‫والاختلاف الذي أعنيه كي لا‬
    ‫ِمن اللفظ؟ نعم‪ ،‬هو مزعج‪،‬‬            ‫أم نتذكر النخوة والحمية‬
                                   ‫والعرض‪ ،‬ولدينا من القانون ما‬             ‫يتم تص ُّيد تأويلات مفرطة‬
  ‫واللهِ مزعج‪ ،‬لكن المزعج أكثر‬      ‫يسمح بقتل الضحية دفا ًعا عن‬             ‫متطرفة لم يحتم ْلها خطابي‪،‬‬
     ‫وعيك‪ ،‬وعيك الذي يمتهن‬                                                ‫هو اختلاف فكر ّي‪ ،‬مجتمع ّي‪،‬‬
                                                      ‫الشرف‪.‬‬               ‫سياق ّي‪ ،‬تاريخ ّي‪ ،‬بل أخلاق ّي‬
 ‫المرأ َة ويستخدمها عبر القرون‬     ‫تعرف يا صديقي‪ ،‬أنا أكت ُب ولا‬            ‫أي ًضا‪ ،‬ومعيار ّي بالأساس!‬
  ‫مستغ ًّل بداوته تارة‪ ،‬وتأوي َله‬                                          ‫وسوف أوضح ذلك بد ًءا من‬
   ‫نصوص الدين تارة‪ ،‬وكاذ ًبا‬         ‫أخشى تأويلاتك التي أفرطت‬            ‫مقالي اليوم‪ ،‬وأكمله تبا ًعا بإذن‬
‫باسم الحضارة والتنوير تارات!‬          ‫فيها في قراءة مقالي السابق‪،‬‬
                                       ‫لكنني أخشى بالفعل تأويل‬                         ‫الله فيما بعد‪.‬‬
       ‫أم ٌر آخر يؤكد أ ّن هناك‬      ‫من يرى في مقالي هذا تفري ًطا‬            ‫قل لي يا صديقي‪ ،‬كم مر ًة‬
 ‫اختلافا ٍت حقيقيّ ًة‪ ،‬لا يمكن أن‬  ‫يصل حد الدياثة بعين العصبية‬                ‫س ِمعنا عن عقلاء تد َّخلوا‬
                                     ‫والعنصرية‪ ،‬و ِ َل لا؟ ألم ُتس ِّم‬   ‫لإصلاح ذات بي ٍن بين زوجين‪،‬‬
   ‫نغ َّض الطرف عنها‪ ،‬ولنع ّرج‬     ‫المجتمعات والسينما َمن يتلاعب‬           ‫وتجد حكيمهم يبتسم للمرأة‬
 ‫قلي ًل نحو عالم الإبداع‪ :‬أين َكم‬                                            ‫وهو يه ّون عليها أمر خطأ‬
‫مساهمات المرأة العربيّة تحدي ًدا‬                                           ‫زوجها وأن تلك نزوة عابرة‪،‬‬
‫في صرح الإبداع العرب ّي مقارن ًة‬                                         ‫وكم رجا ٍل وقعوا في مثل ذلك!‬
                                                                          ‫ولكن البيوت لم تنهدم‪ ،‬بل قد‬
                                                                        ‫يجتر ذلك الحكيم المتد ّين تجرب ّة‬
                                                                           ‫قديم ًة له أو يختلقها اختلا ًقا‬
                                                                          ‫ليقنع المرأة بأن تتقبّل وتغض‬
                                                                        ‫الطرف تحت شعار (وأ ّي الناس‬

                                                                                     ‫تصفو مشار ُبه)‪.‬‬
                                                                           ‫وفي معظم الحالات تستجي ُب‬
                                                                         ‫المرأة‪ ،‬وخصو ًصا لو كانت بلا‬
                                                                         ‫عمل يدر دخ ًل معقو ًل‪ ،‬أو دون‬

                                                                             ‫عائلة تكفل الهيبة والدعم‪.‬‬
                                                                        ‫ولكن‪ ..‬لنذهب إلى المرأة الأخرى‬

                                                                           ‫شريكة الزوج في نزوته التي‬
                                                                        ‫تط ّوع الحكماء لرأب صدع البيت‬
   184   185   186   187   188   189   190   191   192   193   194