Page 186 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 186

‫العـدد ‪31‬‬                                  ‫‪184‬‬

                                  ‫يوليو ‪٢٠٢1‬‬                             ‫الجنسي بالمرأة من حيث هي‬
                                                                         ‫متعة فقط؟! لماذا لم يتأثر هنا‬
   ‫الصفات المزعوم اختصاصها‬               ‫والنشطاء‪ ،‬والمستنيرون‬         ‫بالثقافة الإنسانية العالمية التي‬
                       ‫بها!‬            ‫والأدعياء‪ ،‬ويستتر وراءها‬        ‫هي من المفت َرض روح عصره؟‬
                                      ‫جبناء المتح ّرشين‪ ،‬ويكرهها‬          ‫لا شيء إلا الثقافة التراثية‪،‬‬
         ‫فللمرأة نوع من القوة‬     ‫الأصوليون ويح ّرضون ض ّدها؟‬            ‫الثقافة المتصلة بمق ّدسه‪ ،‬ولا‬
    ‫الجسمانية لا يطيقه الرجل‪،‬‬        ‫نعم يا صديقي هناك فوارق‪.‬‬          ‫أعرف كيف لا تفطن أنها إ ْن لم‬
                                     ‫نعم‪ ،‬ولا أستحي ِمن أن أعلن‬       ‫تكن متصلة بمق ّدسه لكان سه ًل‬
       ‫ويكفي احتمالها الحمل‪،‬‬          ‫أن رؤيتي الفكرية تؤمن أن‬        ‫ويسي ًرا أن يكون على غير ما هو‬
   ‫والإرضاع‪ ،‬والجمع بين عمل‬           ‫الرجل والمرأة مختلفان‪ ،‬ولا‬
                                     ‫مجال للمساواة بينهما‪ ،‬تما ًما‬                      ‫عليه الآن‪.‬‬
         ‫خارج ّي وعم ٍل منزل ّي‪.‬‬  ‫كما لا توجد مساواة بين الغزالة‬
   ‫أي ًضا الحديث عن خصوصية‬              ‫والحصان‪ ،‬بين الموسيقى‬                 ‫(‪)16‬‬
‫رقة المرأة وعاطفيتها هو مناورة‬         ‫والأدب؛ فنحن أمام نوعين‬           ‫الصديق الأستاذ‪/‬‬
 ‫ذكورية لكسب ودها في مواسم‬          ‫متمايزين‪ ،‬وليس نو ًعا واح ًدا‪.‬‬       ‫أشرف البولاقي‬
  ‫الغزل والتزاوج‪ ،‬هذه المؤامرة‬        ‫التكوين البيولوجي المختلف‬
   ‫تدركها المرأة‪ ،‬لكنها ترضيها!‬     ‫بين الرجل والمرأة في الأعضاء‬       ‫سأبدأ من اليوم الاقتراب شيئًا‬
 ‫والواقع أن الرجل أكثر عاطفي ًة‬         ‫التناسلية نتج عنه فوارق‬            ‫فشيئًا مما كن ُت أشف ُق على‬
                                                                          ‫نفسي من رد الفعل تجاهه‪،‬‬
     ‫من المرأة؛ بدليل استعداده‬                   ‫حاسمة هائلة‪:‬‬
    ‫الفكري للحب أكثر من مرة‪،‬‬        ‫فالرجل يستمتع كالمرأة بوقت‬          ‫وخصو ًصا من المتز ّيدين‪ .‬لكن‬
  ‫والجمع بين العلاقات المتعددة‬       ‫العلاقة وتنتهي مهمته‪ ،‬بينما‬      ‫وبما أ ّن مقالا ِتنا تلك سر ّية‪ ،‬ولم‬
   ‫في توقي ٍت واحد حتى يقضي‬         ‫تبدأ مهمة المرأة‪ ،‬فهناك تسعة‬
  ‫الله أم ًرا كان مفعو ًل وينكشف‬   ‫أشهر ح ْمل‪ ،‬وسنتان للرضاعة‪،‬‬           ‫يعلن الأصدقاء عن اهتمامهم‬
                                                                        ‫بها‪ ،‬وكعادتهم قرأوا وحبسوا‬
                     ‫ستره!‬             ‫ولا شك أنها مراحل تخلق‬         ‫عنا لايكا ِتهم وكومنتاتهم‪ ،‬ولعل‬
     ‫ولو ألقينا نظرة على معظم‬          ‫مشاع َر ورؤى مغاير ًة عن‬
     ‫البيوت المصرية سنجد أن‬           ‫الرجل‪ ،‬ومن ثم المسؤوليات‬                    ‫هذا معهود لدينا‪.‬‬
  ‫الإدارة شديدة الواقعية في يد‬                                         ‫لكن غير المعهود هو أ ّنه لم نجد‬
    ‫المرأة‪ ،‬ربما نحن ‪-‬الذكور‪-‬‬                        ‫والتبعات‪.‬‬        ‫كاتبة ممن يبدين آراءهن‪ ،‬وربما‬
     ‫وقعنا في خل ٍط متعمد حين‬       ‫أي ًضا تكوين الأحبال الصوتية‬       ‫زيناتهن‪ُ ،‬تد ِل بدلوها‪ ،‬أو حتى‬
‫خلعنا على المرأة صفا ِت العاطفية‬   ‫والعظام يختلف تما ًما في المرأة‬
  ‫والرقة التي تتحلى بها ما بين‬                                           ‫كوبها‪ ،‬في ذلك النقاش الممتد‬
  ‫السادسة عشر والعشرين على‬                         ‫عن الرجل‪.‬‬          ‫قرابة الشهرين حتى الآن! ولكن‬
                                     ‫علاو ًة على الشكل الخارجي‪.‬‬
                 ‫بقية عمرها‪.‬‬      ‫هذه الاختلافات البيولوجية يقينًا‬      ‫لا بأس‪ ..‬أو بأس‪ ،‬أتص ّور أ ّننا‬
    ‫الواقع أن الفتاة التي خبأت‬     ‫لها أثرها المباشر وغير المباشر‬       ‫سنكمل مهمتنا التي نذرنا لها‬
                                  ‫على رؤية الإنسان ووعيه وعقله‪،‬‬
      ‫الورد َة بين دف َتي ديوان‪،‬‬  ‫وأسلو ِبه وتصوراته ومتطلباته‪.‬‬                ‫بعض وقتنا أسبوعيًّا‪.‬‬
    ‫واحتصنت الدبدوب بمرور‬            ‫كذلك لا أندفع وراء المرددين‬          ‫تساءل َت أنت يا صديقي في‬
                                     ‫عبر القرون عبارا ٍت من عينة‬
      ‫السنوات‪ ،‬تتب ّدى خبرتها‬     ‫ضعف المرأة ورقتها وعاطفيتها‪..‬‬                   ‫مقالك رقم (‪:)١٥‬‬
     ‫وواقعيتها وقوتها وشدتها‬        ‫لكنني لا أنفي عنها ذلك أي ًضا!‬          ‫هل ث ّمة فارق بين الرجل‬
                                      ‫كل ما في الأمر أ ّنني لا أجد‬
                     ‫أحيا ًنا!‬     ‫ارتبا ًطا شرطيًّا بين المرأة وتلك‬                      ‫والمرأة؟‬
    ‫حتى لكأني أتناص مع عبد‬                                                ‫وهل لو كان هناك فارق أو‬
‫الحليم وهو يقول في مداح القمر‪:‬‬                                         ‫فوارق فهل هذا يتعارض ومبدأ‬
    ‫«وياريت اللي كتير وصفوك‬                                           ‫المساواة التي ينشدها الحقيقيّون‬

       ‫ييجوا دلوقت يشوفوك»‬
   ‫طب ًعا هناك استثناءات تحافظ‬
   181   182   183   184   185   186   187   188   189   190   191