Page 181 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 181

‫‪179‬‬               ‫الملف الثقـافي‬

‫نصر حامد أبو زيد‬  ‫محمد عابد الجابري‬  ‫محمد شحرور‬                                          ‫حسناء؟ ألم تتأمل فلسف ًة‬
                                                                                      ‫وتحلي ًل ِمن قبل هذه العلاق َة‬
‫له أسبابه التي لم تتوفر للعرب ّي‪،‬‬  ‫في مقالي رقم (‪ )١٠‬أشر ُت ‪-‬أنا‪-‬‬                    ‫الغريبة التي يوا ِجه بها الوسط‬
    ‫وأظنها لن تتو ّفر في العصر‬     ‫إلى أ ّن الإنسا َن الغرب َّي سعى‬
                     ‫الحالي‪.‬‬       ‫نحو الحضارة واهتم بالتعليم‬                           ‫الثقافي العربي ك َّل أديب ٍة أو‬
                                   ‫أو ًل فكان منطقيًّا أن ينصف‬                      ‫مبدعة تنشر فجأة كتا ًبا أو تنال‬
‫الإنسان الغرب ّي لم تكن نصوص‬         ‫المرأة ويحرر عقله من أي‬
 ‫الكتاب المق ّدس مهيمنة على كافة‬                                                       ‫جائزة ما أو تسافر لحضور‬
‫طقوس حياته وتفصيلاتها‪ ،‬ولم‬           ‫خرافات لحقت بالمقدس‪.‬‬                             ‫مهرجان عربي أو مؤتمر؟ ألم‬
‫يتشبّع عقله بالخرافات المتوارثة‬
‫جي ًل بعد جيل فيما يخص الدين‬       ‫اتلمرق ّدى أسنأاول ًغلربمتَّيصواّد ًيجاه‬  ‫وأنت‬                ‫تسمع ما يقال؟‬
                                                                             ‫كتابه‬      ‫بعي ًدا عن حقيقة أو كذب ما‬
                   ‫أو غيره‪.‬‬                                                           ‫يقال‪ ،‬أناقشك في السبب وراء‬
‫علاوة على أن العقل الغربي رغم‬      ‫للثقافة الدينية الكهنوتية المعادية‬
‫سواد بعض العصور التي مرت‬                                                                  ‫تلك المساحة التي تحتلها‬
‫به إلا أنه عقل تعامل مع الفلسفة‬       ‫للمرأة خصو ًصا والإنسان‬                          ‫التأويلات والتفسيرات التي‬
                                                      ‫عمو ًما‪.‬‬                      ‫تصب كلها في خان ٍة واحدة فقط‪،‬‬
      ‫والعلم قرو ًنا‪ ،‬واستعداده‬
‫للحرية عظيم‪ ،‬واحترامه الفردية‬      ‫وأن ذلك في حد ذاته ثورة بكل‬                                 ‫هي خانة الجنس!‬
                                                                                       ‫هل تمتلك الجرأة الآن في أن‬
   ‫في الحياة الشخصية مقدس‪،‬‬          ‫المقاييس‪ ،‬في حين أن العرب ّي‬                        ‫تقول لي إن أديبات أوروبا‬
 ‫واندماجه في القيم الجماعية في‬     ‫يك ّرس للمق ّدس تمام التكريس‬                      ‫وأمريكا يتعرضن لمثل هذا؟! لا‬
                                   ‫وأنا أوافقك يا صديقي‪ ،‬لكنني‬
   ‫الحياة العملية استعداد كبير‬                                                                      ‫أظنك تفعل‪.‬‬
                   ‫احتراف ّي‪.‬‬      ‫لن أتراجع عن كلامي فيما‬                           ‫يتبقى الآن السؤال عن موقف‬
                                   ‫يخص العقل العرب ّي‪ ،‬وآ ُم ُل أن‬                   ‫المرأة نفسها‪ ،‬ولماذا لم تنتصف‬
 ‫في حين أن اتجاهنا شر ًقا نحو‬      ‫أستطيع في هذا المقال توضيح‬
 ‫الجزيرة العربية مرو ًرا بفارس‬                                                         ‫هي لنفسها؟ أو لماذا لا تجد‬
                                     ‫وجهة نظري‪.‬‬                                      ‫نساء كثيرات حر ًجا في التأكيد‬
      ‫فالهند فالصين ستجد أن‬                                                           ‫على أنهن كذلك كما ص ّورهن‬
                                     ‫نعم واجه الغرب ّي كل كهنوت‬
                                   ‫اتصل بالمقدس‪ ،‬ولعل هذا كانت‬                            ‫تراثنا العربي من ناحية‪،‬‬
                                                                                    ‫وثقافتنا الحديثة والمعاصرة من‬

                                                                                                  ‫ناحي ٍة أخرى؟!‬
                                                                                      ‫وهو ما أظنه يحتاج إلى تناو ٍل‬

                                                                                                       ‫مستقل‪.‬‬

                                                                                            ‫(‪)12‬‬
                                                                                      ‫الصديق الأستاذ‪/‬‬
                                                                                       ‫أشرف البولاقي‬

                                                                                    ‫لا أرى صديقي الكريم بأ ًسا في‬
                                                                                     ‫المساجلة في حوارنا هذا ‪-‬وإن‬
                                                                                    ‫كنت لم أتع ّمدها‪ -‬لكنه بده ّي أن‬
                                                                                     ‫يأخذ حوارنا المكتوب هنا سمة‬
                                                                                      ‫حوارنا الذي بدأناه منذ قرابة‬

                                                                                                 ‫السنوات الست‪.‬‬
   176   177   178   179   180   181   182   183   184   185   186