Page 179 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 179

‫‪177‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

‫المرأة باسم الدين على تلبية رغبة‬        ‫منذ عصر القبيلة في العصر‬       ‫ومعان َي أخرى تما ًما بعيد ٍة عن‬
‫زوجها لتؤجر وإلا تؤثم وتلعنها‬         ‫الجاهليّ وفيه ما فيه من إغارة‬      ‫التصورات الجنسية القديمة‪،‬‬
‫الملائكة حتى لو لم تكن مستعدة‬         ‫وسبي وجوار‪ ،‬مرو ًرا بالعصر‬
                                     ‫الإسلامي فالأمو ّي فالعباس ّي‪..‬‬  ‫و َتخيّل معي لو أن العربي القديم‬
          ‫أو محتملة أو راغبة‪.‬‬           ‫إلخ‪ ،‬واستمرار الإغارة ولكن‬      ‫توفرت لديه هذه الاجتهادات‪،‬‬
 ‫العقل العربي كغيره منذ قرون‬                                             ‫هل كانت نظرته للحور العين‬
‫وضع المرأة في مرتبة ثانية‪ ،‬لكنه‬          ‫بمس ّمى الفتح‪ ،‬وتحت راية‬          ‫ستكون مقتصر ًة فقط على‬
‫من خلال تأويل النصوص تارة‪،‬‬                ‫جيوش أكثر عد ًدا‪ ،‬وأعظم‬                  ‫الدلالة الجنسية؟‬
                                      ‫تنظي ًما‪ ،‬تلك الراية التي تضمن‬    ‫لم يكت ِف العرب ّي المسلِم القديم‬
    ‫والانتقاء منها تارة‪ ،‬وادعاء‬           ‫الغنيمة في الدنيا والآخرة‪.‬‬     ‫بتل ّقيه وفهمه الأول الشفاهي‬
‫بعضها تارة فقد قنن أو شرعن‬               ‫ولا أختلف معك في أن تلك‬         ‫المباشر للخطاب القرآني‪ ،‬بل‬
‫ذلك الاستبداد‪ ،‬ولكن يظل الأكثر‬           ‫الفتوحات حققت للعربي ما‬        ‫أراد أن يؤكد تصورا ِته م ِص ًّرا‬
                                         ‫يصبو إليه دنيا وآخره‪ ،‬ما‬           ‫عليها‪ ،‬فالتف َت ِمسكينًا إلى‬
   ‫فداحة كما أشرت في مقالاتي‬           ‫يرضي وعيه ودينه وجسده‪.‬‬          ‫حامل الرسالة ليستنطقه مئا ِت‬
‫السابقة أن تلك الجريمة أسهمت‬            ‫وأنت ترى أن الرجل الغرب ّي‬     ‫الأحاديث التي تتسق تما ًما مع‬
                                     ‫مقارنة بنظيره العربي قد تطور‬
  ‫فيها المرأة ذاتها طوي ًل‪ .‬ولننح‬      ‫كثي ًرا وتهذبت غرائزه أو لنقل‬  ‫نظرته ‪-‬ليس للحور العين فقط‪-‬‬
   ‫المرأة الزوجة ونناقش أفكار‬            ‫تحضرت واطمأنت بخلاف‬          ‫بل للمرأة عمو ًما! والتي هي ‪-‬في‬
  ‫المرأة الأم والأخت لنرى كيف‬        ‫العرب ّي وهو ما أود نقاشه معك‪.‬‬
                                     ‫الرجل الغربي يا صديقي توقف‬         ‫الأحاديث المنسوبة للنبي‪ -‬كل‬
‫تؤمن بالهيمنة الذكورية‪ ،‬وكيف‬            ‫عن الغزو لكن انفتحت أمامه‬       ‫أمرها في الدنيا أنها خير متا ٍع‬
  ‫تحرض ولدها أو أخاها مث ًل‪.‬‬          ‫أبواب الجنس ‪-‬والحياة ككل‪-‬‬        ‫للرجل! والتي هي ملعون ٌة إ ْن لم‬
     ‫أنت ترى أن البداية بنقاش‬           ‫على مصاريعها دون أي قيد‬        ‫ُتل ِّب حاجة زو ِجها إليها! والتي‬
    ‫المقدس أو التصورات حول‬             ‫اجتماعي أو ديني‪ .‬ورغم ذلك‬
   ‫المقدس‪ ،‬وأنا أرى أنه النهاية‪.‬‬     ‫فحالات الاغتصاب هناك تسجل‬            ‫هي وصيف ٌة للحور العين في‬
                      ‫نعم‪..‬‬          ‫أرقا ًما لا يمكن استيعاب عددها‬                        ‫الجنة!‬
        ‫لو هيأنا للعقل العربي‬         ‫في ظل كل تلك الحريات‪ ،‬وهذا‬
   ‫‪-‬وبخاصة المرأة‪ -‬نصف ما‬             ‫لا يعني أنني أشير إلى أفضلية‬          ‫لقد غزا الأعجمي و َسبى‬
                                     ‫العربي بالطبع‪ ،‬لكنني أشير إلى‬    ‫واغتصب‪ ،‬وارتكب في حق المرأة‬
‫تيسر للعقل الغربي من الحريات‬            ‫أن اختلاف البيئات والطبائع‬
‫والتعليم والمستوى الاقتصادي‪،‬‬            ‫يستلزم منا ألا نتوقع تشابه‬        ‫ع ْبر تاري ِخه الاستعماري ما‬
‫فيقينًا أن أصنا ًما كثيرة وأوها ًما‬      ‫السلوك‪ ،‬مع اعترافي الكامل‬    ‫ارتكب‪ ،‬فهل تراه الآن كما كان؟‬
‫أكثر ستتهاوى من تلقاء نفسها‪.‬‬         ‫بأن الإنسان الغربي سعى نحو‬
‫ويبقى سؤالي‪ :‬هل فكرة المساواة‬         ‫الحضارة سعيًا صاد ًقا وأطلق‬         ‫أم تراه َتغيّر في موقفه تجاه‬
                                     ‫عنان عقله بعدما حرره من كثير‬                          ‫المرأة؟!‬
        ‫ذاتها ليست عنصرية؟‬
    ‫هل اعتبار الرجل منزلة على‬                       ‫من الخرافات‪.‬‬            ‫نحن لا نناقش الغريز َة يا‬
‫المرأة أن تبلغها ليس عدوا ًنا على‬      ‫من هنا فالمقدس لم يزد الأمر‬                       ‫صديقي‪.‬‬
                                      ‫لدى العقل العربي‪ ،‬لكن تأويل‬
           ‫خصوصية نوعها؟‬                ‫العربي للمقدس منحه هيمنة‬              ‫(‪)10‬‬
    ‫هل المساواة؟ أم الإنصاف؟‬          ‫ذكور ّية يبلغ مداها حين ُترغم‬      ‫الصديق الأستاذ‪/‬‬
   ‫وهل نريد أن ننتصف للمرأة‬                                              ‫أشرف البولاقي‬
‫من الرجل فحسب؟ من الموروث‬
                                                                      ‫لا بأس‪ ،‬لنتوقف أمام تساؤلاتك‬
      ‫المقدس ونح ّمله الفاتورة‬                                           ‫حول الرجل العرب ّي الذي لم‬
                   ‫فحسب؟‬                                                  ‫يشبع‪ ،‬ولم يرتو عطشه إلى‬
                                                                        ‫الجنس رغم كثرة ما تي ّسر له‬
‫هل يمكن أن ننتصف للمرأة من‬
                    ‫نفسها؟!‬
   174   175   176   177   178   179   180   181   182   183   184